صفحة الكاتب : علي الخياط

محاكمة الظالمين
علي الخياط

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تتصاعد حدة التوترات في المنطقة العربية على خلفية الحراك الثوري الشعبي ونتيجة ردة الفعل الاجرامية من قبل انظمة الحكم ضد المتظاهرين في عدد من البلدان العربية بل ووصل الامر الى درجة الحرب المعلنة وبمختلف انواع الاسلحة التي تصيب الناس بمقتل وتؤدي الى الخراب والدمار كما هو الحاصل في ليبيا ومنذ ستة اشهر كاملة.
أفضت بعض التغيرات السياسية العاصفة الى وضع الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك في قفص الإتهام وجعلت منه عرضة لمحاكمة شاقة وطويلة على خلفية سلسلة من الإنتهاكات والجرائم التي أرتكبت بحق الشعب المصري من قبل متنفذين وأجهزة أمن اثناء فترة حكمه التي تجاوزت العقود الثلاث.
هذه المحاكمات نتيجة طبيعية كان مواطنون لايحصى لهم عدد يتعرضون لها في ازمنة الحكم الدكتاتوري لتلك السياسات القمعية للانظمة المتجبرة,ولم يكن اي نظام عربي يخشى ان تطاله لانه يتحكم بالقانون والقضاء.
هل تستطيع الانظمة القمعية التي تتهاوى تدريجيا في اكثر من عاصمة عربية ان تدفع عنها إمكانية السقوط المذل وان يكون اركانها خلف القضبان والسجون والاقبية المظلمة؟من الصعب تحديد المسارات الني تتجه اليها حال الامة العربية خلال الفترة المقبلة والتي يمكن ان تاخذ الحكومات والشعوب الى الصدام المباشر خاصة في ظل عدم وضوح الرؤية لدى قطاعات سياسية وانعدام القدرة لدى التشكيلات السياسية التي تخلف الانظمة المستبدة عدا عن وجود سياسيين واشخاص في الاجهزة التنفيذية التي كان يديرها الحكم السابق يمكن ان تنفذ الى الكيان الجديد وتلعب لعبتها القذرة وتأخذ في تسيير الامور بالطريق الذي يخالف توجهات التغيير وارادة الشعب..
هذا الأمر يمثل خطورة بالغة على كيان الامة وربما يدفع الى خيارات صعبة وقاسية وقد ينتج عنه تعقيد جديد في المشهد العام كما هو الحاصل في مصر وتونس,,ففي مصر وبعد الاستجابة لطلبات الثوار بعلنية المحاكمات اصدر القاضي في محكمة مبارك قرار يقضي بعدم بث المحاكمات عبر التلفزيون.وفي تونس يزداد الصراع حدة بين رموز النظام الجديد والنظام القديم من اتباع زين العابدين بن علي الذين يدورون ويلفون من اجل التسويف والمماطلة وتمييع الحقائق التي يراد لها ان لاتكون حاضرة,وغير مؤثرة في الحاضر التونسي..
وعلى كل حال فان الامور تجري بطريق لايمكن ان تعود معه الاوضاع الى سابق عهدها لتفقد الشعوب العربية تاثيرها.لان الهياج الثوري يتصاعد وسينسف معه كل السدود التي نريد ان تحجب الامة عن حاضرها وتطلعها الى المستقبل.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الخياط
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/17



كتابة تعليق لموضوع : محاكمة الظالمين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net