صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

في وطني حشد لا يهاب الموت
ثامر الحجامي
 
وداهم الليل المظلم وطني, لتحلق خفافيش الظلام في سمائه, تمتص دماء أهله, ولتخرج الضباع من جحورها, تنهش خيره, وتعيث فيه فسادا, فأظلت العيون السبيل, وحارت العقول, وبلغت القلوب الحناجر.
 
     فإنبرى لها السيد العظيم, وإن هي إلا كلمة أطلقها, فاستيقظت الناس من غفلتها, لتنفض غبار الذل عن أكتافها, وتشد أزرها, وتستحضر تاريخها الجهادي, وعند أول خطوة, بدأت الأرض تهتز تحت إقدامهم, جعلوا المنايا ركوبهم, عزموا على النصر, فكان طوع أيديهم.
 
   فهب رجال؛ من بقاع وطني, جمعهم حب الله والوطن, وكلمة السيد العظيم, طبع الله على قلوبهم, فكانت لا تعرف الخوف, ولا تخشى الموت, لبسوا القلوب على الدروع, عزيمتهم ثابتة, ويقينهم لا يتزعزع, لا يطلبون إلا إحدى الحسنيين, أما النصر أو الشهادة.
 
   شباب بعمر الزهور, مُلئت قلوبهم بالإيمان, وتركوا ملذات الدنيا خلف ظهورهم, واعتلوا صهوة المجد, ليختاروا طريق الجهاد, ويتسابقوا للشهادة, بعد أن تعلموا من مدرسة كربلاء, ونهلوا من ثورة الحسين ع وال بيته, فكانت معاني البطولة والفداء حاضرة في قلوبهم .
 
    شيوخ يتعكزون على سلاحهم, صادقين الوعد صبورين في الشدائد, محافظين على صلاتهم, شيبتهم الكريمة كانت مصابيح, تنير طريق النصر, هم الأشد بأسا على الظالمين, ارخصوا دمائهم لنعيش بحرية, طبعوا أقدامهم على سواتر المجد, يباهون الدنيا بعشقهم لأرضهم .
 
    إنهم رجال الله في أرضه, "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" رجال تعجز الألسن عن وصفهم, وتحار الكلمات عن التعبير بحقهم, فهم أسطورة سيحكيها الزمن, وسترويها كتب التاريخ, عنوانها " الحشد الشعبي ".
 
    وقريبا ستشرق الشمس, وينجلي الظلام, وسترفرف راية بلدي عاليا, تلك الراية التي أبت أن تسقط, لان هناك رجال رفعوها بأكفهم, وجعلوها أكفانا لهم, وستعزف أصوات الرصاص, مهللة بالحرية والسلام, وكل ذلك بفضل رجال, لبوا تلك " الفتوى الربانية ".

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/24



كتابة تعليق لموضوع : في وطني حشد لا يهاب الموت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net