صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

في يوم ما سأصبح وصولياً..
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لايشك احد أننا في عصر يطغى عليه كثرة التغيرات, في جميع المجالات, ففي الجانب الأ خلاقي أنعدمت كثيرا من القيم والسلوكيات التي أعتدنا عليها حتى تكرست وأصبحت هذه المفاهيم هي السائدة اليوم في مجتمعنا.

الوصولية من أخطرالأمراض التي من شأنها, تدمير البناء المجتمعي للشعوب, فالوصولي الفوقي الذي يضع نفسه بالمقدمة بلاتردد اوحياء ولاخجل مهما كانت العواقب ولايكترث الى رادع او يستمع الى نصائح ليراجع نفسه.

هذا الشخص مستعد للتخلي عن جميع القيم والمبادئ, التي تربى عليها المجتمع, ويضع نفسه بقالب جديد حتى لو تنافى مع المفاهيم العامة, فهو غالبا مايستخدم النفاق والمسح على الأكتاف والتملق للمسؤول اوصاحب القرار من اجل كسب وده والمبالغة في سيل المديح له حتى وأن كان من أراذل المجتمع.

من أبرز أسباب صعود الوصولية, ليصبحوا ظاهرة مجتمعية هو طغيان الحياة المادية, واستحواذها على تفكير غالبية الناس, كثرة النفاق المجتمعي, ضعف الثقة بالنفس, كثرة المجاملات والمحسوبيات على حساب السلوك والخلاق.

في ضوء ماتقدم, نجد ان العراق يقع في مقدمة الدول باعداد المتملقين والوصوليين, حيث يوازي أعدادهم أعداد مشاريعنا الوهمية والفاشلة, فمع بزوغ نجم كل مسؤل جديد او وزير, نجد هناك الاف الأصوات التي تلتف حوله وتمجد به وتحاول أن تصنع منه أسطورة توازي الجنائن المعلقة, والتي تندثر بمرور الزمن.

ليس غريبا على مجتمعنا, عند سطوع نجم أحد ساسة الصدفة, من خلال تغريدة اوتصريح طائفي, ان يتحول بين ليلة وضحاها الى صنم كبير, تقدم له القرابين والنذور,زلفا وتقربا له, أنا وصولي أتجاه نفسي, فدائما ما أقف امام المريا وامتدح نفسي وأكيل الثناء لها, واضع الأ القاب الجميلة لنفسي وأمسح عن معطفي بعض الغبار,ومن ثم اتذكر أنها نرجسية وأعجاب بالنفس يزول مع عيون عائلتي التي تترقبني وتتسال عن سر وقوفي أمام المرايا, كيف لي أن أصبح وصولي سؤال حير مخيلتي يحتاج الى أجابة.؟

في زمن الأنعدام والفقدان وتياه المجتمع مابين المادة وانعدام الأخلاق, لابد من العودة الى نقطة البداية, ولابد لي من هزة حقيقية ومن الأعماق, تعيدني الى زمني الجميل لكي أدرس وأعطى أبجديات أنعدام الأخلاق لكي أكون وصولي حقيقي واقف أمام المسؤل في الصف الأول.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/26



كتابة تعليق لموضوع : في يوم ما سأصبح وصولياً..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net