صفحة الكاتب : عبد الزهره الطالقاني

شرطي أم صديق ...
عبد الزهره الطالقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 
ما يثير الاستغراب في تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد ترامب اثناء فترة الحملة الانتخابية انه اتبع أسلوب مسك العصا من الاخر ، وهدد وازبد وارعد ، حتى تصوره البعض انه الرجل الأقوى في هذا العالم او انه دكتاتورا جديدا في نظام ديمقراطي.
 
الا ان تلك التصريحات سرعان ما ذابت وتلاشت بعد انتهاء الانتخابات وفوزه على منافسته كلينتون وهدأت العاصفة التي خلفتها تصريحاته التي وصفت بالنارية أحيانا.
 
توقعات المحللين السياسيين ان الجمهوريين سيتبعون سياسة جديد لامريكا بقيادة مرشحهم الفائز ، وان هناك تغييرات مهمة ستحدث في السياسة الأمريكية اتجاه الشرق الأوسط ومناطق أخرى في العالم وربما تغيير مراكز القوى ويصبح بعض الأصدقاء أعداء وفي الوقت نفسه يمسي بعض الأعداء أصدقاء.
 
ما قاله ترامب بخصوص العراق يثير التساؤل !! فهذا الرجل الذي تسلق الى كرسي الرئاسة من وسط ارستقراطي حمل في جعبته كل جشع أصحاب رؤوس الأموال الذين لا ينظرون ولا يفكرون ولا يهتمون الا بالكسب المادي ، وكيف يمكن لهذه الأموال ان تنمو وتتناسل وتتكاثر ، فلم ينظر الى العراق كبلد صاحب حضارات وشعب عريق ووطن يتعرض الى التدمير بسبب التنظيمات الإرهابية، بل نظر الى ابار نفطه وكيف يمكن الاستحواذ على هذا النفط . والأكثر غرابة من هذا ان الرئيس المنتخب الذي لم يستلم بعد زمام الأمور يعتقد انه صاحب حق في هذا النفط كتعويض لما قدمته أمريكا من خسائر مادية اثناء حربها في العراق وقيادتها للتحالف الدولي لاسقاط النظام الدكتاتوري ، ومن ثم محاربة التنظيمات الإرهابية المتمثلة بالقاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرها من المسيمات التي تظهر في الظلام وتختفي بعد اول شعاع يبزغ من فجر الحقيقة.
 
لذلك يتساءل المواطن العراقي هل سيكون الرئيس الأمريكي الجديد شرطيا في المنطقة والعراق ام صديق يبحث عن المصالح المشتركة المتحققة لبلاده ومن تربطهم بها علاقات طيبة . ان التلويح بالعصا لا يخدم السياسة الامريكية في هذه المرحلة وحتى المستقبل .. فالعالم استيقظ من سبات طويل وادرك كيف تفكر أمريكا ، وكيف تبني استراتيجيتها ، وكيف تنفذ تلك الاستراتيجيات .. الا ان الغموض ما زال يلف العلاقات الامريكية مع دول الشرق الاوسط ، ولم تكن واضحة الا مع إسرائيل حيث الدعم الكامل غير المحدود وغير المشروط . لذلك ان ارادت امريكا ان تكون شرطيا فستعامل على انها شرطي ..!! وان ارادت ان تكون صديقا فستعامل على وفق معايير الصداقة والأصدقاء .. وتبقى الاحتمالات مفتوحة والبقاء للاصلح وليس للشرطي !!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهره الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/27



كتابة تعليق لموضوع : شرطي أم صديق ...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net