صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

خطر شمولية ظَن السوء
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 قال عز من قائل: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" الحجرات 12.
النقد وتوضيح الفساد أمرٌ جيد, على أن يتم إطلاقهُ جُزافاً دون دليل, وحجة بالغة, من أجلَ التسقيط والتشويه, فإن الباري جَلَّ شأنه, نهى الإنسان عن الظن السيء, حيث قال في كتابه المجيد"  إن الظن لا يغني من الحق شيئا" يونس36.
يتداول بعض الساسة العراقيون, بعض الأقاويل والاتهامات بعضهم لبعض, دون دليل ولا حجة, يتبعهم مردداً كالببغاء, إعلام ظالٌ عن الحق, همه الوحيد, نشر ما يسمعه أو يقرأهُ, دون التأكد من صحة تلك الأقاويل, إما جهلاً أو انسياقاً لإرضاء من يموله.
إطلاق سوء الظن بشكل مطلق, على كافة سياسيي العراق, لا يقَلُّ خطورة عما نراهُ من ظُلمٍ, عن اتهام سكنة المناطق المغتصبة من داعش؛ فكما أن هناك من ارتبط فعلاً, بالمجاميع الإرهابية, فإن العملية السياسية فيها ما فيها, من الفاسدين و دواعش السياسة. قال رسول الرحمة عليه وعلى آله الصلاة والسلام: "إن علي بن أبي طالب امام أُمّتي؛ وخليفتي عليها من بعدي, من ولده القائم المنتظر, الذي يملأ الله به الأرض عدلا وقسطاً, كما مُلئت ظلماً وجوراً، والذي بعثني بالحق بشيراً, ان الثابتين على القول به في زمان غيبته, لأعزّ من الكبريت الأحمر".
 لَو أخذنا على الظاهر, أن الأرض تُملأُ ظُلماً وجورا, بظَنٍ مِنّا بعدم وجود مؤمنين, فكيف سيظهر عليه السلام, بأصحابه الذين يبلغ عددهم 313, وهم عدة أهل بدر؟ وكيف سيدحرون قوى الجور والظلم, بهذا العدد؟ لقد جاء في شرح ذلك, من قِبَلِ أهل العلم, أن هؤلاء هم قادة المهدي "عج", تحت إمرةِ كًلٌ منهم, ألف ألف من المؤمنين, يَشُدَّ بعضهم أزر بعض.
إن ما يُتداولُ من مُطلح" شلع قلع", الذي كان فيسبوكيآ, يطلقهُ بعض الشباب, عند دخوله للمجموعة ما, فيقول:" السلام عليكم شلع قَلع", حتى يَشمل ذلك جميع الأعضاء, مع أنه قد لا يرغب ببعضهم, أخذت هذه وأطلقت جزافاً, أثناء المطالبة بالإصلاحات, ليطبل لها من يريد تهديم العملية السياسية؛ ليشمل كافة ساسة العراق بالفساد!, ولا ندري لو أن جميعهم فاسدون, فمن أين للعراق بساسة يقودون البلد؟
إستغلّ ما يسمون حركتهم بالمدنية, لضحالة مشاريعهم, وليروجوا لبناء دولتهم المزعومة, ليزيحوا التيارات الإسلامية, وبذلك يختلط الحابل بالنابل, فيترك الفاسد لحال سبيله, لندخل بتجربة جديدة, بعيدة عن أهداف التظاهرات الإصلاحية, التي تُطالب بقلع الفساد ومحاسبة, وإعادة الأموال المسروقة.
إنهم الماكرون الذي هتفوا, " باسم الدين باكونه الحرامية" فاحذروهم, فيجب التمييز بين الصالح والطالح, ونَشدد على محاسبة الفاسدين والفاشلين.
 قالَ الباري جَلَّ شأنه:" وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ" من الآية 43 سورة فاطر.   

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/05



كتابة تعليق لموضوع : خطر شمولية ظَن السوء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net