صفحة الكاتب : مهند ال كزار

بداية عام ٢٠١٧ هل أنتصر الشعب أم المحاصصة.!
مهند ال كزار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 البيضة قبل الدجاجة، أم الدجاجة قبل البيضة.!
منذ نعومة أظافرنا وحتى اليوم، ونحن نسمع هذا السؤال الذي لا يزال مطروحآ وبقوة، كذلك هو حالنا; منذ عام ٢٠٠٣ وحتي يومنا هذا ونحن نتسائل; 
ثلاثة عشر عاماً من تجربة النظام السياسي الجديد هل أنتصر فيها الشعب أم المحاصصة.؟
أعتمدت الدولة منذ قيام النظام السياسي الجديد، على المحاصصة الطائفية والاثنية في الادارة، وبناء مؤسسات الدولة المدنية، والعسكرية، وتغليب الهويات الفرعية على المواطنة، وبعيداً عن الكفاءة، والتسلسل الوظيفي، هذا الامر الذي جعل من هذه المؤسسات عبارة عن مملكات حزبية، وعائلية لشخصيات معينة، تتحكم فيها كيفما تشاء.
عندما تراجع ارشيف السياسة العالمية، تجد ان المحاصصة هي أفضل طريقة للتهرب من المسؤولية والاحتفاظ بالمغانم، وتجد أن الطائفية هي افضل طريقة لضمان الفوز في الانتخابات مهما كان أداؤك فيها، فالكردي لا ينتخب الا الكردي، والسني كذلك، ولاننسى الشيعي وبقية المكونات الاخرى، بغض النظر عن النجاح أو الفشل في التجارب السابقة.
منذ التشكيلات والتكتلات الحزبية الاولى وحتى اليوم الاول من عام ٢٠١٧، والكلام الجميل يتلون، بالوان متطلبات الالتصاق بالسلطة، ينتقدون أنفسهم بالكلام، وفي الافعال لا يسمعون ما يقولوه عن أنفسهم، فمنذ أقرار الدستور العراقي عام ٢٠٠٥، والطبقة السياسية المتصدية لا زالت تتجاهل القسم واليمين الدستوري حيث الفوضى واللاقانون، حتى وصل البلد الى مرحلة لا يحسد عليها.
لا ننسى أن هذا المرض سبب مرض معديآ لا يقل عنه بالخطورة، وهو الفساد المالي والاداري ، هذا الداء الذي تغلغل بكل مفاصل حياتنا اليومية، وفرضوه علينا بالقوة، لكن كما يقال; لكل داء دواء ، فمثلما العملية السياسية أعتمدت على الانتخابات، والاختيارات الشعبية، فالدواء يبدء بالرفض وعدم السكوت، من قبل المظلومين ومن تبددت أحلامهم من التغيير المنشود.
احترام الحقوق والحريات لا تكون بخرق الدستور، ولا تكون بنظام المحاصصة، الفاسد والمفسد، ولا تكون بالتوافقات السياسية، ولا تكون بتقسيم الشارع الى مكونات مذهبية، وعرقية، وأثنية، بل تكون بالصدق والاتزام بالعهود والمواثيق التي قطعتها الكتل السياسية لناخبيها، وأنقاذ البلد من المشاكل، والدماء التي تسيل في الازقة والشوارع.
خلاصة الحديث; لم ينتصر الشعب على المحاصصة بدون تغيير جذري للمفاهيم، والعقليات السائدة، والمتحكمة بالعملية السياسية، وتخليها عن المصالح الضيقة، وطرح مشروع وطني جامع للقوميات و الطوائف، يتنازل فيه القوي عن بعض من حقوقه، ويقبل الضعيف بواقع الاغلبية، التي أنتجتها صناديق الاقتراع.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند ال كزار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/06



كتابة تعليق لموضوع : بداية عام ٢٠١٧ هل أنتصر الشعب أم المحاصصة.!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net