صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

يا بط...يا بط!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يا بط... يا بط...إسبح بالشط
قل للسمكة...أتت الشبكة
ميلي عنها...تَنجَيْ منها!!
تذكرتها هذا الصباح وقد دار حديث عن أحوال العرب , وما ستؤول إليه الأمور في العقود القادمات , وخصوصا في ما تبقى من هذا العقد الشديد.
البط هذه العقول المجتهدة التي تسبح ضد التيار وتكتب وتنادي وتصرخ , وتشير إلى الشباك الكثيرة والحديثة المتطورة ,  التي يتم نصبها للعرب في أنهار الحياة وبحارها , وقد بحّ صوتها ونفذ مداد أقلامها , وأنظمة العرب كالسمكة التي تتورط في شبكة , وتبقى متحينة متحيرة "تلبط" يمنة ويسرى , ولا خلاص ولا مناص إلا الإستسلام لرحمة الصياد , الذي سيقتلها أو سيحررها معوّقة من الشبكة.
فالواقع العربي تنطبق عليه هذه الكلمات التي كنا نرددها في المرحلة الإبتدائية , ويبدو أن الذي ألّفها كان يعني بها الكثير , ويشير بها إلى ما هو خطير ومرير.
فالدول العربية كالأسماك السابحة في مياه الزمان العَولمي , متخبطة بأمواجه وممرغة بتياراته وأعاصيره وهيجاناته , وتتلقفها شبكة هنا وأخرى هناك , ولا حيلة عندها إلا أن "تلبط" , ولا ينفعها ذلك لأنه يستهلك طاقاتها ويبددها وينهكها , ويساهم بالقبض عليها ومصادرة مصيرها.
وما أكثر الدول التي تسمّكت أي تحولت إلى سمكة , وأتت الشبكة , وما إنتبهت , ولا ما لت عنها , والبط يصيح ويحذر وينذر ,  لكن السمكة هي السمكة , وإن تعددت أسماؤها وأنواعها , تجري بإرادتها ونزقها نحو الشبكة.
وهذه معضلة عربية مُهلكة سادت القرن العشرين , ولاتزال عاصفة في أرجاء القرن الحادي والعشرين , وستمضي بالعرب من شبكة إلى شبكة , ومن مَصيدة إلى مصيدة , ومن صيادٍ إلى آخر , وهكذا دواليك فالعرب صاروا أسماكا , وما أسهل صيد السمك , في زمن التكنولوجيا الحديثة والقدرات الإصطيادية السريعة الفتاكة.
والأسماك العربية قد تبزبزت (أصبحت كبيرة الجسم) أي صارت (بزّأ) , بسبب النفط الذي يبزبزها ويمنحها أحجاما خرافية!!
فلنردد: يا بط... يا بط...عسى أن تتنبه الأسماك , ولا تأتي الشبكة أو تميل عنها , وتنجو بنفسها وبأهلها وأوطانها من هذا الصيد العظيم!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/08



كتابة تعليق لموضوع : يا بط...يا بط!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net