صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

ياسنة سوخة
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
2017 سنة سوخة بكل المقاييس، فهي إمتداد طبيعي للسنوات التي مرت محملة بغيوم سوداء ورمادية تلونت بلون الدماء وتضمخت بها وتنوعت وتعددت ورمت ببلاءاتها على شعوب الشرق الأوسط العربي في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين واليمن ومصر وليبيا وتونس والبحرين، عدا عن تفجيرات وإرهاب ممتد شمل قارات العالم الخمس، وحصد أرواح الآلاف من البشر، وشرد الملايين، وهدم ودمر ملايين البيوت والحارات والمساجد والكنائس والمدارس والأسواق والجامعات ومؤسسات رسمية وممتلكات عامة وخاصة، ولم يترك مجالا للشك في أن العالم ليس أسيرا للدكتاتوريات والحكومات المستبدة فقط، بل هو ضحية إرهاب أعمى يتشكل وفق مصالح شريرة لدول ومنظومات سرية تقود العالم الى الهاوية، وليس مستبعدا أن تكون من أجل تمضية عقائد دينية متطرفة لاتخدم البشر، بل تأخذ بهم الى التهلكة.
السنة التي بدأ عداد أيامها وشهورها يدور تحمل المزيد من العنف وعدم الثقة والحقد، وتستعد لتلقين البشر دروسا قاسية في الضياع والتشرد والموت والدمار بسبب تصارع القوى الكبرى على المنطقة، ووجود دول فيها متآمرة مع الغرب وأمريكا وإسرائيل لتدميرها، ونشر الفوضى فيها، ودفع المزيد من الدينيين المتطرفين لإحداث أكبر تدمير ممكن في البنية المجتمعية، وتحويل الناس الى أدوات للقتل، وليكونوا ضحايا أيضا، بينما يتم نهب الثروات وإستنزافها في حروب، ولشراء الأسلحة والمعدات الحربية التي لاتنفع بل تضر وتدمر وتخرب وبسببها تعم الفوضى، وينتشر الخراب ويسود القتلة والمجرمين والإنتهازيين وأصحاب المصالح الضيقة.
يحضر البعض لسوريا المزيد من الدمار والتهجير، بينما يراد لمصر أن تكون ساحة لتصفية الحسابات ودفع المجموعات الإرهابية الى داخلها لتعيش نوعا من الفوضى وهي قادرة بشعبها على التحدي ومنع تلك الفوضى ومن يروج لها أن ينشر فوضاه في هذه البلاد الطيبة التي طالما إتسم ناسها بالطيبة والتسامح وحسن الخلق والإعتدال ورفض التطرف، وتستمر حرب اليمن ليقع المزيد من الضحايا وترمل النساء ويموت الأطفال جوعا، بينما يتربع القتلة على كراس السيادة والهيمنة والمصالح ويشربون نخب النصر تلو النصر على عدو لاوجود له، بل هي الأطماع التي تقودهم ليقتلوا، ويدمروا هذه البلاد التي كانت لقرون هادئة وهانئة، وكل المؤشرات توحي بأن العراق لن يكون بمنأى عن الفوضى السياسية والدمار والحروب والنزاعات بين القوى السياسية الفعلة التي قدمت مصالحها على مصالح الشعب.
بقية الدول العربية كتونس والجزائر والبحرين، وحتى دول الخليج لن تكون بمنأى عن الصراع والفوضى والإنهيارات في الإقتصاد، وتفكك في المجتمع.. لذلك هي سنة سوخة كسابقاتها وربنا الستار

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/09



كتابة تعليق لموضوع : ياسنة سوخة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net