صفحة الكاتب : حسين علي الشامي

طفل للبيع 2
حسين علي الشامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم أكن ببعيد عن معاناتهم، فالعراقيون لم يتشاركوا فقط بعراقيتهم، بل زاد شراكتهم تلك المعاناة التي تهب عليهم من كل حدبٍ وصوب، وتسلط عليهم الألم بتزايد لا نقصان، والعالم يقف متفرجاً دون اي مبرر له, واذا حاول ان يساعد العراق فسيساعده بشيءٍ واحد هو استخراج مقدراته الطبيعية ونقلها الى بلدهم للاستفادة الكاملة من تلك الثروات الطبيعية، واذا أراد ان يمده فمن المؤكد انه سيمده بعشرات المقاتلين والسفاكين والارهابين ليزيد من عدد شهداءه وجرحاه .
عند الحديث عن تلك المشكلات فلن أجد حالةٍ أصعب من حالةِ شخصٍ هجر بيته وتنقل مضطهداً من مدينةٍ الى أخرى، وقد عملت المؤسسات المختصة على وضع ميزانية خاصة تزيد على المليار دينار عراقي لكي يوفروا له ما يلزمه، لكن لو جئنا لأرض الواقع فلن نجد شيئاً من ذاك تحقق .
لن أكذب ان قلت: أن كل فردٍ عراقي يعتصره الالم على أخيه العراقي، فالمصائب جليلة والرزايا كبيرة لا يمكن لشخصٍ غير العراقي حقيقةً تحملها بهذه الكثافة والكِبَر، فأصعب المصائب ان تجد بائعاً يعرض سلعة وأي سلعة، يعرض أبنه أعز ما يملك للبيع لكن لماذا؟ هل هي لقلة الضمير ؟ أم بشاعة تلك الحياة التي اضطرته لفعل مثل هذا الفعل الصعب المرير؟ 
تساؤلاتٌ تطرح بكثرة و بكاءٌ يستنزف العين . الجواب قد لا يملك ما يكفيهم! ، أو لا يملك ما يوفر لهم السعادة التي يحلم كل أب بتوفيرها لأبنائه!، دَعْ معانَاتِكَ أخي تتحدث فكلنا مشمولين فيها .
اليوم كل فرد عراقي له حق ببلده ، كما له فضل على هذه الارض فالأجداد والآباء أولئك السلف قد قدموا الكثير، واليوم الابناء على العهدِ مستمرون أذ سقوا الارض من عبق دمائهم أفلآ يستحقوا شيئاً من فضل هذه الارض, من تراثها وثروتها وخيرها ، لما لا توجد مؤسسات رعاية حقيقية لمن يعانون ولديهم كمٍ كافي من الابناء المستحقون للعطايا الجزيلة؟! .
في بلادي الارض كبيرة لم لا يتم العمل على مشروع أسكاني حديث يوفر القيمة السكنية للمواطنين المستحقين للسكن؟! والواقع لن يكون هناك فعل عظيم، فكل الدول الغنية تفعل نفس هذا الشيء وأكثر، ونحن أغنى البلاد بالرجال والثروة ، بالقيمة والعدة والعدد ، فلمَ يحدث كل هذا لأبناء جلدتي ورجال أمتي ، كفى فقد أكتفينا، وبئس ما تفعلون وتصنعون .
قال تعالى : {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16]

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين علي الشامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/10



كتابة تعليق لموضوع : طفل للبيع 2
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net