صفحة الكاتب : قيس النجم

قازه وبازه وخور عبد الله تازه
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يروى أن جماعة من السذج الأتراك، رأوا فراشة في حقولهم المزروعة بالقمح، وقد حان موعد حصادها، لكن الماءً بدأ يتشرب بها، وهم منشغلون بالفراشة، فقال أحدهم: هذه قازه، وقال الثاني: هذه بازه، ورد الآخر بقوة: لا هذه حيوازه، وشب الخلاف بينهم، حتى أبتل المحصول بأكمله، فخسروا زرعهم، لأنهم إختلفوا على أمر غير مهم وتركوا الأهم.
واقع العراق اليوم تنطبق عليه هذه القصة، فكم من قناة فضائية نقلت الخبر منذ يومين، ويتراشق الساسة الإتهامات حول قضية خور العبد الله، ويظهر بعضهم وكأنه المنقذ، والمحب، والبطل الذي أمسك رأس الفساد وطرحه أرضاً، ليدافع عن مياه العراق، ويطالب أهل البصرة بالتظاهر لإسترجاع الخور، وشاهد ملايين العراقيين، الوزير السابق وهو يطالب الحكومة السابقة وبرلمانها، بعدم المصادقة على الإتفاقية، في حين أن الإتفاقية جرت في زمن صدام حسين بعد اجتياح الكويت. 
الصخب الذي جرى في 24/1/2017، بعد جلسة مجلس الوزراء غير مبرر، وما هو إلا زوبعة انتخابية، يراد منها البلبلة والفوضى، وتحميل الحكومة الحالية كل ما يجري، ومحولة إفشالها، في حين أن الحكومة السابقة والبرلمان السابق، هم مَنْ صادقوا على القانون (45) لسنة (2013)، لأن موضوع الحدود العراقية الكويتية، تحدد بقرارات أممية دولية ضمن البند السابع، وليس للعراق أدنى حق بقول شيء في هذا المجال، إلا إذا أراد أن يدخل في خصومة جديدة مع الكويت.
القرار (833) لسنة (1993)، ليس بجديد على الحكومات المتعاقبة منذ عام (2003)، لأنه قرار خاص بعمل لجنة الأمم المتحدة، لترسيم الحدود بين العراق والكويت، بعد اجتياح العراق لدولة الكويت، ومع علمنا بان الاتفاقية أبرمت آنذاك، فهذا لا يمنع من وجود جهد دبلوماسي على مستوى رفيع، لغرض التفاوض بشأن بنود الاتفاقية، خاصة فيما يتعلق بمصالح العراق في الخليج العربي، إذا ما علمنا أن موانئ الكويت كلها، تقع على شواطئ الخليج العربي.
 ما تزال هذه المنطقة تدار عراقياً، ويرفع العلم العراقي، فوق السفن الداخلة إليها مع أعلام دولها، لذلك إثارة مثل هكذا أمر، يقع ضمن حملة التسقيط السياسي، أو التسويق السياسي مع قرب الانتخابات، ولا تهدف إلا الى زعزعة ما يمكن زعزعته، خاصة وأن الانتصار النهائي على الأبواب، وإلا مَنْ المستفيد من هذه الزوابع الإعلامية، فلدى العراق ما يكفي من الملفات الأمنية، والاقتصادية ليحاول معالجاتها.
 ختاماً:  الأبواق النشاز التي تنبش ماضيها الخبيث، من أجل التسويق الانتخابي، وتؤلب القوى السياسية على بعضها البعض، في وقت نحن بأمس الحاجة فيه للوحدة، والتلاحم لتحقيق النصر، فلماذا يقضي النواب أيامهم التافهة، بين قازه، وبازه، وثالث يقول حيوازه يا حيوازات؟!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/30



كتابة تعليق لموضوع : قازه وبازه وخور عبد الله تازه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net