صفحة الكاتب : عمار العامري

العشائر العراقية وتحديد مستقبل البلاد
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 أن للعشائر العراقية؛ أثر مميز في رسم معالم الدولة العراقية, منذ تأسيسها مطلع القرن العشرين, مروراً بالتطورات والإحداث التي طرأت على الساحة السياسية, وصولاً للتغيرات الجذرية المتعاقبة, ومع قساوة ما مر بالعراق أبان حكم البعث 1968- 2003, بقت العشائر محافظة على عنوانها الاجتماعي, ودورها مستمر في تحديد ملامح مستقبل العراق.
   العشائر الاصيلة؛ ركيزة أساسية في حفظ النسيج الاجتماعي, والدفاع عنه, فكان لها موقفاً وطنياً مشرفاً, تختلف عن مثيلاتها في البلدان الأخرى, لحفاظها على نسيج اجتماعي متجانس, يجمع أطباع البداوة ونكهة الريف, مع حضارة المدن, ما يجعلها لا تميل للتعصب القبلي, البعيد عن روح الإسلام, وتمسكها بفتاوى المرجعية الدينية, وتقديم أبناءها دون الوطن, دليل عمق العلاقة, وقوة الآصرة بين العشيرة والوطن.
   ويلقى صدور الفتاوى, ترحيب واسع لدى أبنائها, للدفاع عن البلاد والمقدسات, منذ التصدي للاحتلال البريطاني, ومواجهتها للأنظمة الحاكمة آنذاك, تبقى الانتفاضة الشعبانية؛ عنواناً بارزاً للتلاحم المصيري, وما جرى مؤخراً, من استجابةً لفتوى الدفاع المقدس لصد تمدد العصابات الإرهابية, لم يقتصر على البُعد الدفاعي عن الوطن, إنما تعداهُ للمحافظة على البناء الاجتماعي, والدفاع عن العملية السياسية, ونبذ الخلافات سعياً للقضاء عليها.
   كما ساهمت العشائر, بخلق بيئة أمنة, لعودة النازحين إلى أوطانهم, وتقديم الدعم للجهات الأمنية, وتبني المنهج الإسلامي والوطني, من خلال إقامة مبادرات المصالحة الوطنية, التي لا يكتب لها النجاح, إلا بتحقيق التقاء الجميع بنقطة المنتصف, وحرمة سفك الدم, تماشياً مع توجهات المرجعية, واحترام مبدأ صيانة الدم العراقي, وإشاعة روح المحبة والإخوة والتلاحم, والقضاء على كل محاولات النيل من وحدة العراقيين.
   وللعشائر دور هام بتثبيت أسس المشروع السياسي الذي نتبناه؛ المواطنة التي تعد المقياس في هويتنا العراقية, والدولة العصرية العادلة؛ التي تخدم مواطنيها, وتعدل بينهم, وتضعهم أمام التزامات واحدة, والنظام اللامركزي النظام الإداري الذي نعمل عليه, لأن التطرف والتكفير والتخوين؛ ثقافات دخيلة على مجتمعنا المسلم, والأساس الحقيقي هو التعايش السلمي بين العراقيين والقبول بالأخر, لذا أصبحت هذه الثقافة الدخيلة سبباً بتوحدنا.
   نرى ضرورة دعم العشائر لمشروع التسوية الوطنية, كونه مشروع شامل فيه أبعاد؛ اجتماعية وسياسية وأمنية وتنموية, والتسوية تعنى برسم ملامح بناء دولة, وليست إرضاء لهذا الطرف أو ذاك, فعدم المضي بها, فدوامة العنف, وأزمة الثقة ستستمر, لذا نبدأ بالتسوية من حيث انتهينا, ولا عودة للوراء, ولا نسف لما بنيناه, ولا تراجع عما حققناه, وإنما نبني عليه, ونصحح الأخطاء, ونراكم الايجابيات.
   العشائر؛ كانت موضع اهتمام كبير لدى الاوساط السياسية والاجتماعية كافة, وثقلها في العراق يحتم عليها أخذ دورها الحقيقي, في تحديد معالم مستقبل الاجيال, فالفرصة قد تكون سانحة أمام الجميع بالتعاون, والالتفاف البعض حول الاخر, لكن قد نفتقد لاحقاً, ما يجعل البلد فريسة للمخططات الدولية, التي بدأت تفرض على دول الجوار

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/31



كتابة تعليق لموضوع : العشائر العراقية وتحديد مستقبل البلاد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net