صفحة الكاتب : ابراهيم امين مؤمن

لمغرّد فى صمت .....
ابراهيم امين مؤمن
انت حىُّ ام ميّت ايُّها المغرّد الصامت ؟ اخْرس ام مُتكلّم ؟ مشلول البنان ام تتحرّك ؟ منهزم ام هازم  ؟ ام يائس من اُناس فسدتْ آذانهم فلم يسمعوا الا نشاز اللحن ؟ لابد ان اعرف من انتَ , اتدرى لِما ؟ لكى اُعْلو صوتك ان كنت تقيّا .
او اُسْكتُ صوتك ان كنت فريّا .
لابد ان اتوغل فى اعماق نفسك لاعلم من انت , فمن انت ؟؟؟؟؟ لعل صوتك كان يجلجل حتى بلغ الآفاق فى قومٍ يسمعون القول فيتبعون احسنه, يعشقون الجمال وينبذون القباحة .
فغنيتَ وطربوا .
وسمعتَ وسمعوا .
ورقصتَ ورقصوا .
واحسنتَ واحسنوا .
فلما تبدّل الحال .
وآلَ الى نقيض الحال .
صرختَ فيهم ان يتوبوا ويحسنوا .
وكان صريخك يشقُّ الحجر, ويهزُّ الشجر, ولكنه ما استطاع ان يخترق اسماعهم التى عشقت القبح ظنا منهم انه الجمال .
وعشقت الكذب ظنا منهم انه من حكم وماثور الاقوال .
فسدتْ اذواقهم فاضاعوا انفسهم وضيعوا وطنهم واصبحوا لا يسعون الا لاكل الجيف والرمم والقفز على الضعيف والمكر بقليل الحيلة والصّدّ عن الرشد فى الطريق المستقيم .
فقبِعوا فى اسافل الحضارات وعاشوا تحت اقدام الغرب وقنِعوا بان الرّقّ حرية ما دامتْ تحت سيادة القوى المتغطرس الملعون .
وماذا بعد ايها المغرد ؟
الان تغرد فى سمعك انت ؟
فى بصرك انت ؟
فى نفسك انت ؟
تغرد فى صمت (يأسا) ام انقطعتْ احبال صوتك بعد صريخ دام اربعة عشر قرنا من الزمان ؟.
لا زلت مجهولا لدى ايها المغرد الصامت .................
لعلك لم تجد ما تُغرد به .
فقد تمزقتْ موضع ضربات الطبول .
وانكسرتْ المزامير .
وتقطعتْ اوتار القياثير.
فحبستْ صوتك فى اعماق البحور .
نحن قوم نفدتْ سهامنا وما تبقى منها طاش فى ظهورنا وحرب  1967 ليست ببعيد وما زالت قاطنة فى اذهاننا .
كيف تغرد وقد ضاع كل شئ وانفلت من ايدينا وذهب الى اعدائنا ؟ انكسار وهزائم .
وفشل ومواجع .
وجراح مثخن فى كل القبائل .
فكيف تغرد ؟
وانى نغرد ؟
ما زلت مجهولا ايها المغرد الصامت ....................
لعلك ايها المغرد الصامت من الطغاة المتكبرين .
تغرد لنفسك فتطرب نفسك وتنصب قضبان الحبس على المظلومين .
لعلك انت الذى عشت فى القصور تغرد بين احضان الاموال والراقصات والفجور , واتقيت بصوتك عن الضعفاء من رعيتك فعاشوا فى القبور .
انانى مغرور .
قصور وقبور .
اسياد وعبيد .
غنى وفقير .
ظالم ومظلوم .
طارد ومطرود .
اسد وغزلان .
افِقْ ايها المخبول .
فما عاد هناك متسع من الوقت فالاعداء نهبونا والدور عليك فى القصور .
غرّدْ لهم واقلْ عثرتهم واخرجهم من القبور .
فكْ القيود .
ازلْ السدود .
حررْ السفن للسير فى البحور .
ما زلتَ مجهولا لدى ايها المغرد الصامت .................
لعل الياس والحزن قد سرى فى الجسد والعروق.
لعللك اعتدت على الهزيمة والانكسار .
فحبستَ تغريدك فى نفسك باسرار .
رغم وجود العيدان والطبول والمزامير فانك مصّر  على الهزيمة والانكسار .
كبلتَ كل شئ بداخلك من عزيمة وقوة وجلد واصرار .
وعشتَ وهْم الهزائم والخوف فخشيت الانطلاق .
......
......
لعلك كل هذا ايها المغرد الصامت او احداها .
وانا ادعوك ان تغرد فى علن .
خذْ قيثارتك واذْرفْ دمعتك على ما بدر منك واصلح فيما هو آت .
لتكن مايسترو او عازفا او ملحنا يلتفُّ حولك اهلك صفا صفا .
ويمسكوا بقيثارتهم امامك ويعزفوا معك عزفا .
يعزفوا الان سيمفونية الخلاص والانتصار نصرا .
وليتعالى اللحن حتى يبلغ الافاق مبلغا .
فتخرج الفقراء من القبور ويعود المستعمرين الى الجحور .
وينهض الورد بعد الذبول .
ويضحك الياسمين .
وتخمد نار الفتنة فى سوريا وتتحرر فلسطين .
ويمسح عرق الجبين .
وتنطلق البسمات من الصدور .
وتزال القيود .
وترفرف اعلام العزة من جديد .
ونمسك باعلامنا ممتطين سفننا لا تنازعها رياح الاهواء ولا تمزق شراعها مدافع الاعداء ولا تغرقها اقمار تجسس ولا قذائف السماء ..
.يناير 2017

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابراهيم امين مؤمن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/11



كتابة تعليق لموضوع : لمغرّد فى صمت .....
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net