صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

هل داعش احدى أدوات الصراع السني الشيعي ؟!!
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أُريد للربيع العربي ان يكون ربيعاً دموياً ، ووفق مخطط جهنمي للبيت الأبيض في اعادة هيكلة المنطقة ، وترسيم حدودها بما يضمن زيادة نفوذ الولايات المتحدة ، وفعلاً كان العراق أولى محطات التغيير وهذا الربيع ، وكان مفاجأة كبيرة لنظام صدام ، فلم يكن يتوقع ان تقود الولايات المتحدة الجيوش لإسقاطه ، لانه كان يعتقد ان سيده في البيت الأبيض لا يمكن له ان ينكر أفضال عبيده في منطقة الشرق الأوسط ، وسقط النظام في العراق ، وبدات مرحلة جديدة للمنطقة سُميت كذباً " الربيع العربي" ، والذي كان بارداً كبرودة شتاءنا هذا ، وكان في نفس الوقت يراد للمنطقة ان تكون ساحة صراع دموي لإضعافها ، وجعلها ناراً متقدة وقودها الناس والحجارة ، وفعلاً تم الامر ، واندلعت الحرب الطائفية في العراق وسادت لغة القتل بين طوائفه الاسياسية ( الشيعة والسنة ) ، لتكون محطة بداية في نظرية تقسيم العراق ، وعلى أسس مذهبية وقومية ، واستخدمت وسائل جديدة في هذه الحرب ، من خلال إعداد تنظيمات ارهابية وبتدريب خاص ، وفتح الحدود العراقية على مصراعيها ، لتكون ساحة حرب ، وتكون هذه العصابات الإرهابية هي اداة قتل للشعب العراقي ، والذي لم يكن على وعي ان المخطط كبير ، ويراد ان يكون حطب لنار لا تنطفأ ابداً . 

تنظيمات داعش الارهابية ، ذات التنظيم المعقد والمتشابك ، وذات العقيدة الفاسدة ، ولكنها في نفس الوقت صممت وتشكلت لتكون سيفاً قاطعاً امام كل من يحاول الوقوف ضدها او التشكيك بها ، واستخدموا اقسى اساليب القتل ، لعكس صورة قسوتهم وجسارتهم ، واستطاعوا من بناء شبكتهم الارهابية بسرعة ، الى الجانب الدعم اللامحدود الذي قدم لهذه التنظيمات من دول الخليج ، والدول الاوربية ، الى جانب الدعم الامريكي ، وخلال فترة تشكيله في العراق ، وتحديداً في صحراء الانبار ، استمد قوته من الدعم الداخلي الذي قدم له من حواضنه ، فامتد ليشكل تهديداً مباشراً على بغداد ، وعلى عموم العراق ، وفعلا سقطت المحافظة تلو المحافظة ، والمدينة تلو المدينة ، الى جانب فساد الموسسة العسكرية ، وتخاذل القيادات العسكرية العليا ، والتي كانت احدى اسباب انهيار اربع محافظات وسقوطها بيد داعش الارهابي .

استطاع من الضرب على وتر الطائفية ، فاخذ يضرب المناطق الشيعية بقسوة ، وباستهداف مباشر لها ، وايقاع عشرات الضحايا في كل تفجير او حزام ناسف ، الى جانب عمليات القتل التي مارسها التنطيم ضد الابرياء في المناطق التي سقطت تحت سطوته ، الامر الذي زاد في الفوارق الاجتماعية بين ابناء الوطن الواحد ، كما ان الكثير من المدن كانت ارضاً خصبة لهذه التنطيمات ، مما زاد في اتساع هذه التنطيمات في العراق 

 وشكلت تهديداً مباشراً في سقوط الدولة ، لهذا كانت داعش من اهم ادوات اشعال المنطقة والعراق طائفياً ، وان يكون احدى ادوات التقسيم للمنطقة ، ومع كل الدعم المقدم له ، كانت مهمته سريعة ، الامر الذي زاد من تعقيدات وسهولة خروجه من العراق ، وعلى الرغم من الانتصارات النوعية ، التي تقوم بها القوات الامنية بمختلف صنوفها ، وتشكيلات الحشد الشعبي ،. والتي استطاعت من تغيير الخارطة على الارض ، وتبديد احلام داعش في ادامة سيطرتهم على الموصل والمناطق الاخرى . 

داعش وبعد الانكسارات التس تعرضت لها في مدن العراق ، والتراجع الكبير في سوريا ، تخلت عن اثارة الطائفية في البلاد ، وركزت على الضربات النوعية للمناطق السكنية والاسواق ، وهذا ما جعل موقفه اضعف من السابق ، وبدأ يستعين ويعتمد على حرب الشوارع في قتاله مع القوات الامنية ، وبدأ يعتمد النهايات السائبة والغير المنظمة لتشكيلاته ، الامر الذي اضعف من قدراته ، وبدات تقترب نهايته وطرده خارج البلاد ، الامر الذي يجعلنا امام خيارات اخرى في مستقبل هذا الصراع ، وان جميع الخيارات مفتوحة لهذا الصراع ، والذي يبدو سيكون داخلياً ، اذا ما تم محاصرة ادواته ، وقطع الطريق امام داعميه في المنطقة .  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/16



كتابة تعليق لموضوع : هل داعش احدى أدوات الصراع السني الشيعي ؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net