صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

دول بلا غيرة!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الدول صاحبة الإرادة والسيادة تكون ذات غيرة , أي تغار على وطنها ومواطنيها وحقوقها السيادية وحدودها الجغرافية وتصون ثرواتها , وتهب لنجدة أبنائها وتعزهم وترعاهم.
والدول المجردة من كل ذلك تكون ساقطة الغيرة , فلا يهمها من أمر الوطن والمواطنين شيئا سوى ما يتعلق الأمر بمصالح المسؤولين فيها , والذين يتمتعون بفساد فاضح ونكران لقيمة المواطن وحقوقه.
فلا يعنيها إذا قُتل منهم العشرات أو المئات أو الآلاف , فلا يحسبون على أنهم بشر وإنما أرقام لا أكثر , ولهذا لا يحصل أي رد فعل في الدنيا على ما يتساقط فيها من الضحايا كل يوم , بل وما عادت باقي الدول تحسب أبناء الدول الساقطة الغيرة على أنهم من بني البشر , وتقتلهم بالمفرد والجملة ولا يرف لها طرف أو تشعر بالرأفة والألم أو تأنيب الضمير , وإنما تتشجع في قتل المزيد منهم وكأنهم صيد مباح. 
وبسب فقدان الغيرة على ما يمت بصلة إليها تتحول إلى ميادين للصراعات الدولية , ومسرحا للقوى المتصارعة الساعية لتأمين مصالحها والهيمنة على غيرها , وبهذا تتحول هذه الدول إلى خراب ودمار ويعاني فيها المواطنون أشد العناء , ويقاسون من الويلات المتواكبة إلى ديارهم من كل حدب وصوب.
ويبدو أن القِوى المفترسة لبعض الدول تولي عليها مَن فقد غيرته , أو برمجته ليكون كالبشر الآلي الذي يمكنها أن تحركه عن قرب وعن بعد , وفقا لما تقتضيه مصالحها وتتطلبه برامجها , وتؤكده مساعيها نحو أهدافها وطموحاتها
ومن سوء حظ بعض المجتمعات أنها سُجِنَت في دول فقدت غيرتها , وتولى الأمر فيها الذين يعادون المواطنين ويستهدفون حاضرهم ومستقبلهم , وفي هذا جريمة ضد الإنسانية , وتدمير للقيم والأخلاق والضمير , وتأمين للفساد والجور والإضطهاد.
وما دامت بعض الدول بلا غيرة فأن الحياة فيها أشبه بالجحيم ولا يمكن للحق أن ينتصر , وللعدل أن يسود , وإنما هي دول مبنية على مفاهيم ومناهج العصابات بمسمياتها وتوصيفاتها , ولا يمكن لأمر أن يكون إلا بأمر رئيس العصابة , وهذا ما يجري حقا في دول بلا غيرة!!
والعجيب أن المجتمعات عندما تسقط أخلاقيا , تجعل الذين فقدوا غيرتهم أولياء أمرها والأوصياء على حاضرها ومستقبلها , وتلك معضلة إنمحاقية فتاكة ومروعة , ستعصف بأجيالها وتلغيها!!
ومَن سقطت غيرته يفعل ما يشاء , دون مساءلةٍ أو حساب!!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/18



كتابة تعليق لموضوع : دول بلا غيرة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net