صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

إنتظار في طوابير الموت
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 دماء تملأ الشوارع, تصارع رجال الإطفاء, الذين يحاولون إزالة آثارها, وجثث تحمل في عربات الخضار, فسيارات الإسعاف عالقة في زحام لا ينتهي, ورائحة الشواء تعود عليها المارة, فما عادت تزكم انفوهم .

    رجال يخرجون لجلب رزق عيالهم, بعد معاناة في عملهم, وأطفال ذاهبون الى مدارسهم, للحصول على نتيجة التفوق والنجاح, ونساء يحدوهن أمل, بجلب الفرحة لعوائلهن, بعد جولة في السوق,  وشوارع تكتظ بالمارة, وكلها يحدوها أمل, بان تعود الى عوائلها آمنة, لا يعكر صفو يومها, هم ولا حزن .

   ولأن أعداء الحياة والإنسانية, قد جندوا أنفسهم لقتل البراءة, وزراعة الألم والحرمان وإسالة الدماء, التي لا يستطيعون العيش, بدون أن يروها تسيل أمام أعينهم, وان يسمعوا صرخات الأطفال ونحيب الأمهات, فما هان عليهم, أن يروا بغداد وأهلها آمنين مطمئنين, ترتسم الابتسامة على وجوهم, ولا تفارق الضحكات ثغر أطفالهم .

   وهكذا قاموا بأفعالهم الخسيسة, من تفجيرات استهدفت الأبرياء, في الحبيبة والبياع, في طريقة مدروسة, لا تغيب عن ذي لب, مستغلين الوضع السياسي المرتبك, وغياب فرض القانون, في شوارع بغداد, وغفلة القوات الأمنية, التي بات يشغلها شيء آخر, غير حماية المواطنين, والدفاع عن مصالحهم وممتلكاتهم .

    ووسط الفجيعة؛ بما أصاب أبناء شعبنا من أحزان وآلام, يدهشنا غياب المعنيين, عن حماية أبناء بلدهم, ووضع رؤوسهم في الرمال كالنعام, وكأنهم أعيتهم الحيلة وأصبحوا عاجزين, أو كأن الأمر لا يعنيهم, فخشبة كراسيهم ستنكسر, إذا لم ترتوي من الدماء, التي تسيل في شوارعنا .

    يدرك الجميع؛ أننا في حرب مع الإرهاب, الذي يتحين الفرص, لجعل نهار بغداد والعراق أسودا كعلمه, ويعلم الإنسان البسيط, أن منابع الإرهاب هي أطراف بغداد, التي يعشش فيها ويفقس أفراخه, التي تتسلل الى داخل بغداد كأفراخ العقارب, دون أن تحرك القوات الأمنية قدما واحدة, للقضاء على هذه الأعشاش وحرقها, حتى لا تنفذ سمومها في جسد الوطن, الذي ما عاد يحتمل, انهار الدماء التي تسيل .

   متى يدرك القائمون, على الوضع الأمني, أن أرواح المواطنين, أهم من كرسي الحاكم, وأن الأمن لا يتحقق بتغيير وزير, وسط منظومة أمنية بائسة, أصبحت كروش قادتها, اكبر من مكاتبهم, التي لا يتزحزحون عنها, والى متى يبقى العراقيون, ينتظرون في طوابير الموت, سيارة مفخخة, أو عبوة ناسفة ؟ .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/19



كتابة تعليق لموضوع : إنتظار في طوابير الموت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net