صفحة الكاتب : عمار العامري

الموصل سقطت لكنها تحررت بفضل فتوى السيد السيستاني
عمار العامري
   
نحن على أعتاب؛ انتهاء حقبة سوداء من تاريخ العراق المعاصر, كانت الاشد ضراوة, تمثلت في سقوط الموصل, والمدن الغربية, عشية العاشر من حزيران عام 2014, على يد عصابات داعش الإرهابية, التي أرادت الفتك بالمنطقة عامة, بعدما تمدد خطرها لأسوار بغداد والمحافظات الاخرى, لولا الفتوى المقدسة للإمام السيستاني, ونهضة الشعب العراقي.
   هكذا بدأت القصة, وباتت حلقتها الأخيرة تنتهي, موشحة بشرف المشاركة في فتوى الدفاع المقدس عن الوطن والعقيدة, ومطرزة بدماء الشهداء, وأنين الجرحى, مهما سنكتب عنها نبقى مقصرين, أمام تساؤلات لا يمكن تغافلها, كيف سقطت الموصل؟ من كان السبب في ذلك؟ هل كان المعتصمين ذريعة لدمار العراق, ونهب ثرواته؟ أم هناك خيانة عظمى بين قادة الجيش, وتهاون من قبل الفريق الحكومي.
   حتى لو أسلمنا, كل شيء سيبقى في طي الكتمان, لكن التاريخ لا يسكت عن ذلك لاحقاً, ما دامت هناك إقلام حرة تكتب, فلم تكن هذه المرة الاولى, تسقط فيها الموصل, أنما السادسة عبر التاريخ, ولكل سقوط  أسباب ودوافع؛ خارجية وداخلية, ويبقى سقوط الموصل الاخير, مرتبط ارتباط وثيق باتفاقية اربيل, التي شكلت حكومة 2010, ولم تفي أطرفها بالاتفاق, فكانت هذه النتيجة.
   لابد أن لا يبرر أحد, ويدافع أخر, فتزاحم المصالح, وتدافع الغايات, والسعي خلف تمني البقاء في الحكم, واستحواذ على المواقع, كان السبب الرئيس في ضياع ثلث العراق, رغم الفساد والدمار والفقر والبؤس, والمفخخات اليومية, التي كانت تعصف في بغداد والمدن العراقية, لم توقظ حكام وجنرالات تلك الحقبة من سباتهم, الذي غرقوا فيه, مستعينين بمال السلطة, وماكينة أعلام الدولة, للدفاع عنهم.
   اليوم؛ وقواتنا العراقية, بمساندة الحشد الشعبي والبيشمركة, ضيقوا الخناق على زمر داعش في الجانب الايمن من الموصل, الاخبار تصل عن اصطدامات بين الجماعات المسلحة, وانهيارات في مواقع الصد الاولى لهم, وهروب بالجملة من مواجهة القوات الامنية, كل ذلك دليل على روح التفاني من أجل العراق, هي الدافع لانتصاراتهم, فانهيار خمس فرق عسكرية, والاستيلاء على عدتها بالموصل قبيل سقوطها, لن تتكرر.
   بدء الإعلام المظلل, يحاول الدفاع عن هذه الجهة, ويبري تلك الجهة, ويبعد الشبهات عن ذلك السياسي, ويغلط الأوراق على الشارع, حتى يوهم العامة, بأن هناك أسباب مفترضة, تقف خلف جريمة سقوط الموصل, كما فعل الإعلام الأموي في محاولة أبعاد التهم عن يزيد أبن معاوية, بأحداث واقعة الطف, عام 61هــ, ولكن الإعلام بعد أكثر من 1300 عام, لن يصمد أمام الحقائق.
   الموصل سقطت, لكنها تحررت, بفضل فتوى الإمام السيستاني, هكذا سيكتب التاريخ, من خلال الأقلام الموضوعية النزيه, سيدونون الأسباب الحقيقية الكامنة؛ في هوس السلطة, والانفراد بالمناصب, والتشكيك في كل الشركاء, وسيطرة مافيات الفساد على المؤسسات العسكرية في الدفاع والداخلية, والهيمنة على المال والإعلام, كانت تقف خلف ختانة سقوط الموصل, ودمار العراق.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/20



كتابة تعليق لموضوع : الموصل سقطت لكنها تحررت بفضل فتوى السيد السيستاني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : اكرم ، في 2017/02/23 .

اللهم احفظ سماحة السيد السيستاني
نسأل الله للكاتب دوام التوفيق
دوما ما تتحفنا بما يجود به قلمك




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net