صفحة الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو

الهزيمة الثقافية
صلاح عبد المهدي الحلو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أنظر إلى الملحد مثلا,..

تراه يدافع عن فكره بحرارة,على خوائه,
ويناضل عنه ببطولة رغم فقره,
ورغم انه يقول بما لايقول به عاقل,لكنه يحاجُّ عن رأيه,ويذود الأراء الأخرى عن حياض معتقده,ولا يرتاح إلاَّ أن يرى نفسه منتصرا...
وما ذاك من شيءٍ,
إلاَّ لانَّه مؤمنٌ بقضيته.
وكرر النظر أخرى, إلى الشيوعيِّ رفيقه,
رغم أن الشيوعية انهارت في العالم معسكرا,وضعفت في العقول عقيدة,وصبأ عنها من آمن بها,وتركها من بعدُ مَن لازمها من قبل,ولكنَّك تراه مؤمناً بنظامها على كفر النَّاس بساستها,فيدافع عن لينين,وكأنَّه يرى فيه نبيَّا يذود عن دعوته,ويمجِّد في ستالين,وربَّما يحسبه رسولاً يدفعُ عن رسالته,
وما ذاك من شيءٍ ,
إلاَّ لانَّه مؤمنٌ بقضيته.
ثمَّ كرر النظر أخرى,وانظر إلى البعثيين القدامى,في الشارعِ وفي المقهى,في المجالس وفي المضائف,
رغم أن صدَّاماً أعتى المجرمين,فهو يقولُ غير هيَّابٍ ولا وجل,أمام النَّاس بلا حياءٍ وخجل,(على واه علة أيام صدام).
ثم يمدح العراق في ذاك الزمن الأغبر,والأيام التي بياض نهار ليلٌ أسود,فيقول:- كانت دولةً قوية تهابه الدول,والأيام فيه أيام أمنٍ وأمان,
ما يجادله في ذاك مجادلٌ إلا وكانت له الغلبة عليه في سوح المناظرة,وما يحاجَّه في ذلك طالب حقيقة,إلاَّ وكانت له الغلبة في معترك المناقشة,
وما ذاك من شيءٍ,
إلاَّ لانَّه مؤمنٌ بقضيته.
وتعال فانظر إلى الشابِّ الشيعيِّ,في مدننا المقدَّسة وفي غير المقدَّسة,
إن قال له بعضٌ إن (عيد الحبِّ) يهتك حرمة المدينة,أقام الدُّنيا على الفقهاء وأقعدها,وقال عنهم انَّهم متحجرون متخلّفون.
وإن سرق سياسيٌّ سنيٌّ البلد,قال سرقتنا العمامة,وإن سرق معمم سياسيٌّ شيعيٌّ البلد,قال:- سرقتنا الحوزة.
وإن ضحك عليه ضاحكٌ بقوله :- الدين أخلاقٌ وليس عبادة,نسج على منواله,وقصَّ ركب مقاله,وقال كم من مصلٍ سارق,وكم من صائم زان!! الله تعالى لايريد صومك ولا صلاتك,ولكن يريد قلباً سليما,وتعاملاً إنسانيا.
وإن قيل له:-إن الفقيه الفلانيَّ أتعب نفسه في هذه المسألة الفقهية ,قال لك:- إن اديسون اخترع الكهرباء,وانشتاين اكتشف النسبية,فأيهما أحسن في معيار المفاضلة, وأثقلهما في ميزان المنفعة.
وإذا قيل له :- إن قضية كسر ضلع الزهراء فاطمة - سلام الله عليها - قضية تاريخية,ولا علاقة لها بالعقيدة.
ردَّد كالببغاء,وطبَّل كالقرد,تاريخيةٌ ...تاريخيةٌ ...تاريخية..
وما ذاك من شيءٍ,إلاَّ لانَّه غير مؤمنٌ بقضيته.
ياشبابنا الشيعيِّ,أتراك تسمح لي أن انصحك وأقول لك - وللأسف المرِّ - تعلَّموا من الملحد,والشيوعيِّ,والبعثيِّ,معنى الإيمان بالقضية,وحرارة الدفاع عنها؟
أم انَّكم لاتصلون إلى حتى هذا المستوى من الإيمان,وقد أسرى النَّاس في ركب إيمانهم,وأنتم لا تزالون نياما؟
إن الحرب ياأعزة هذا اليوم (حربُ ثقافات) وهي مثل معارك السلاح,بل أشدُّ قسوة,فهل انتم منتبهون؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح عبد المهدي الحلو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/24



كتابة تعليق لموضوع : الهزيمة الثقافية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net