اعلام تطبيقات التراسل الفوري / الجزء الثاني
مهند حبيب السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أستعان الصحفيون، كما اشرنا في الجزء الاول من هذه المقالة، بتطبيقات التراسل الفوري المختلفة من اجل خدمة اغراضهم المهنية التي تتلخص في الحصول على الاخبار من خلال مصادرها الرسمية وبطريقة سهلة جدا تجنبهم عناء البحث والجهد الذي كانوا يقومون به قبل ظهور هذه التطبيقات او، بمعنى ادق، قبل ظهور خاصية انشاء المجاميع داخل هذه التطبيقات.
ويجب ان لا يغيب عن موضوعنا ملاحظة هامة يجب الاشارة لها فيما يتعلق بهذه التطبيقات قبل الخوض ببعض التفاصيل، وهي ان هذه التطبيقات ليست متشابهة في صفاتها او على نمط واحد من حيث المميزات التي تتمتع بها، بل هي مختلفة المزايا وكل واحدة منها تتمتع بسمات مغايرة عن التطبيقات الآخرى.
فنجد مثلا ان المجموعة التي تتشكل في الواتساب تختلف في خواصها عما هو موجود في مجموعات تطبيقي الفايبر والتيلغرام وغيرهما ، كما ان ميزة انشاء القناة هي خاصية فريدة بتطبيق التيلغرام ولا تجد لها نظير في بقية تطبيقات التراسل التي يعتمد عليها الصحفيون في تلقي الاخبار، وهي السمة التي تعتبر استثنائية من حيث عدد المشتركين بالقناة وصفة الخصوصية، فضلا عن امكانية تعديل النص حتى بعد ارساله للمشتركين الذين امسوا يعتمدون، على نحو كَبِير، على هذه التطبيقات.
ونتج عن هذا الاعتماد على هذا النوع من التطبيقات تراجع اهتمام الصحفيين بالمواقع الالكترونية للمؤسسات الحكومية التي امست مهجورة من قبل الصحفيين الذين لجأوا الى هذه التطبيقات وقاموا بتنصيبها على هواتفهم لدرجة هددت تواجد هذه التطبيقات، بصورة جدية، بقاء وجدوى وجود المواقع الالكترونية الرسمية وأهميتها.
وقد تم طرح هذا الموضوع والحديث عنه في بعض الاوساط السياسية والحكومية في بعض الدول العربية، كالمملكة العربية السعودية، كما اشارت الى ذلك بعض التقارير الصحفية التي ذكرت بان القائمين على المواقع الالكترونية الحكومية يشتكون من عدم وجود اهتمام بها ويؤكدون على توجه المستخدمين نحو مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن خلال ملاحظتي الشخصية وتتبعي لما يحدث في هذه العوالم الافتراضية، وجدت ان التهديد الذي تتضمنه هذه التطبيقات لا يقتصر على المواقع الالكترونية فحسب، بل امتد تأثيره ايضا الى مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر التي تسنمت زمام المبادرة في عصر التواصل والثورة الرقمية بحيث اضحى الناس عموما يعتمدون عليها، بالنسبة لتلقي الاخبار، بنسبة 60٪ كما هو الحال لدى الشعب الامريكي، ومع ذلك فقد لاحظت في الفترة الاخيرة قلة اهتمام وعدم وجود تفاعل حقيقي مع صفحات التواصل الاجتماعي الحكومية الرسمية في مقابل تزايد الاقبال على تطبيقات التراسل الفوري.
قد يُرجع بعضهم قلة الاهتمام وتراجع متابعة صفحات الفيسبوك الرسمية من قبل الصحفيين الى سياسة الفيسيوك الجديدة التي بدأت بتطبيقها في الاشهر الاخيرة ، والتي بموجبها تجد ان المعجبين بالصفحة لايشاهدون بالضرورة كل المنشورات التي يتم نشرها في الصفحة وبذلك قد لايحصل الصحفي على البيانات التي تنشرها المكاتب الإعلامية، فضلا عن عدم وجود تنبيه يُرسل للمستخدم يخبره بوجود خبر او منشور جديد كما يحدث في تطبيقات التراسل الفوري مالم يدخل المستخدم لتطبيق الفيسبوك نفسه ويتابع اخبار المكتب الإعلامي المعين من خلال الاليات المعروفة سواء عبر خاصية التنبيه داخل التطبيق او سمة المشاهدة أولا .
نعم اذا ما قام اصحاب صفحة الفيسبوك الرسمية بعمل تطبيق على الهاتف وتم تفعيل ميزة التنبيهات ، فان المستخدم حينها سيحصل على هذا التنبيه ولكنه ايضا لن يكون بمثل النص الذي يصل لنفس المستخدم في تطبيقات التراسل الفوري من حيث امكانية وسهولة النسخ واستخدامه للتحرير في المؤسسة الصحفية التي يعمل بها الصحفي.
باحث في مجال السوشل ميديا
https://twitter.com/alsemawee
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مهند حبيب السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أستعان الصحفيون، كما اشرنا في الجزء الاول من هذه المقالة، بتطبيقات التراسل الفوري المختلفة من اجل خدمة اغراضهم المهنية التي تتلخص في الحصول على الاخبار من خلال مصادرها الرسمية وبطريقة سهلة جدا تجنبهم عناء البحث والجهد الذي كانوا يقومون به قبل ظهور هذه التطبيقات او، بمعنى ادق، قبل ظهور خاصية انشاء المجاميع داخل هذه التطبيقات.
ويجب ان لا يغيب عن موضوعنا ملاحظة هامة يجب الاشارة لها فيما يتعلق بهذه التطبيقات قبل الخوض ببعض التفاصيل، وهي ان هذه التطبيقات ليست متشابهة في صفاتها او على نمط واحد من حيث المميزات التي تتمتع بها، بل هي مختلفة المزايا وكل واحدة منها تتمتع بسمات مغايرة عن التطبيقات الآخرى.
فنجد مثلا ان المجموعة التي تتشكل في الواتساب تختلف في خواصها عما هو موجود في مجموعات تطبيقي الفايبر والتيلغرام وغيرهما ، كما ان ميزة انشاء القناة هي خاصية فريدة بتطبيق التيلغرام ولا تجد لها نظير في بقية تطبيقات التراسل التي يعتمد عليها الصحفيون في تلقي الاخبار، وهي السمة التي تعتبر استثنائية من حيث عدد المشتركين بالقناة وصفة الخصوصية، فضلا عن امكانية تعديل النص حتى بعد ارساله للمشتركين الذين امسوا يعتمدون، على نحو كَبِير، على هذه التطبيقات.
ونتج عن هذا الاعتماد على هذا النوع من التطبيقات تراجع اهتمام الصحفيين بالمواقع الالكترونية للمؤسسات الحكومية التي امست مهجورة من قبل الصحفيين الذين لجأوا الى هذه التطبيقات وقاموا بتنصيبها على هواتفهم لدرجة هددت تواجد هذه التطبيقات، بصورة جدية، بقاء وجدوى وجود المواقع الالكترونية الرسمية وأهميتها.
وقد تم طرح هذا الموضوع والحديث عنه في بعض الاوساط السياسية والحكومية في بعض الدول العربية، كالمملكة العربية السعودية، كما اشارت الى ذلك بعض التقارير الصحفية التي ذكرت بان القائمين على المواقع الالكترونية الحكومية يشتكون من عدم وجود اهتمام بها ويؤكدون على توجه المستخدمين نحو مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن خلال ملاحظتي الشخصية وتتبعي لما يحدث في هذه العوالم الافتراضية، وجدت ان التهديد الذي تتضمنه هذه التطبيقات لا يقتصر على المواقع الالكترونية فحسب، بل امتد تأثيره ايضا الى مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر التي تسنمت زمام المبادرة في عصر التواصل والثورة الرقمية بحيث اضحى الناس عموما يعتمدون عليها، بالنسبة لتلقي الاخبار، بنسبة 60٪ كما هو الحال لدى الشعب الامريكي، ومع ذلك فقد لاحظت في الفترة الاخيرة قلة اهتمام وعدم وجود تفاعل حقيقي مع صفحات التواصل الاجتماعي الحكومية الرسمية في مقابل تزايد الاقبال على تطبيقات التراسل الفوري.
قد يُرجع بعضهم قلة الاهتمام وتراجع متابعة صفحات الفيسبوك الرسمية من قبل الصحفيين الى سياسة الفيسيوك الجديدة التي بدأت بتطبيقها في الاشهر الاخيرة ، والتي بموجبها تجد ان المعجبين بالصفحة لايشاهدون بالضرورة كل المنشورات التي يتم نشرها في الصفحة وبذلك قد لايحصل الصحفي على البيانات التي تنشرها المكاتب الإعلامية، فضلا عن عدم وجود تنبيه يُرسل للمستخدم يخبره بوجود خبر او منشور جديد كما يحدث في تطبيقات التراسل الفوري مالم يدخل المستخدم لتطبيق الفيسبوك نفسه ويتابع اخبار المكتب الإعلامي المعين من خلال الاليات المعروفة سواء عبر خاصية التنبيه داخل التطبيق او سمة المشاهدة أولا .
نعم اذا ما قام اصحاب صفحة الفيسبوك الرسمية بعمل تطبيق على الهاتف وتم تفعيل ميزة التنبيهات ، فان المستخدم حينها سيحصل على هذا التنبيه ولكنه ايضا لن يكون بمثل النص الذي يصل لنفس المستخدم في تطبيقات التراسل الفوري من حيث امكانية وسهولة النسخ واستخدامه للتحرير في المؤسسة الصحفية التي يعمل بها الصحفي.
باحث في مجال السوشل ميديا
https://twitter.com/alsemawee
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat