صفحة الكاتب : د . حسين القاصد

صلح الحدباء
د . حسين القاصد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم تنته معركة الموصل ، لكن ثمارها بدأت تتسيد المشهد السياسي والاعلامي محليا ودوليا ، وهي المعركة التي في طريقها الى شطب داعش من معجم التداول اليومي ، وتحويلها الى ندبة في ذاكرة التاريخ ، ودرس يجب ان يتعلمه كل العالم ؛ وهو درس صمود هذا الشعب بكل تشكيلات قواته المسلحة ضد اعتى واوسع عدوان في الكون يتعرض له شعب على مر السنين ؛ ذلك ان الشعب الذي يقاتل في الموصل هو الشعب نفسه الذي يتعرض للاغتيالات والاعمال الارهابية في بقية المحافظات ، وهو نفسه الذي توضع دماؤه على طاولة المفاوضات والتسويات ، كما انه نفسه الذي ينزح ويتبرع للنازحين ، ويتطوع في الحشد الشعبي ويتبرع للحشد الشعبي ، وهو الشعب الذي تتعرض رواتبه للقصف الشهري من ضرائب واستقطاعات وما الى ذلك . 

كل هذا يتحمله الشعب المبتلى باعدائه و(أعدقائه) ، بينما يرى مسؤوليه تفتح لهم الشوارع على مصراعيها ، وهو تجلده الاختناقات المرورية ، ويسمع في الاخبار عن تبشير وزارة التربية بأن ازمة الكتب ستتكرر في العام المقبل دون ان يسمع اجراءً برلمانيا او حكومية بحق هذه الوزارة ، والشعب هو نفسه يسمع في الاخبار بزيادة الراتب الاسمي لاعضاء البرلمان في سنة تقشفية هي الاصعب حيث لم تتضمن ميزانيتها اي درجة وظيفية للتعينات . 

هو الشعب نفسه الذي يسمع في الاخبار ان بعض الادوية المستوردة فاسدة ، وان اغلب اللحوم لاتصلح للاستهلاك البشري . لكننا انتصرنا ، وحان وقت القطاف ، فانباء الموصل ، وعملية قصف الدواعش في سورية اثمرت بسرعة غيرمتوقعة ، وغير مسبوقة ، فكان رد الفعل العالمي مرحبا جدا بانتصارات العراق ، وكانت المملكة العربية السعودية اسرع الراكضين باتجاه كسب ود العراق الذي عاد له قراره الواضح على الساحة . 

وكي نتلافى ونتخلص من كل ماتم ذكره فيما يخص الشعب وساسته ، وازماته الاقتصادية وتردي الخدمات ، لابد من ان نستثمر النصر نحن ايضا ، مثلما يحاول دول الجوار استثماره ؛ لذلك هي الفرصة ان نصالح ونحن اقوياء ، وان نتقبل من جاء مصالحاً ، وهي الفرصة كي تضع حروب العراق اوزارها ، وهو البلد الذي لم تبرد فوهة بندقيته ولم يغمد سيفه منذ مسقط رأس الكون حتى الان ؛ انها فرصة عظيمة ان نسالم ونوفر السلام لابنائنا ، وهو سلام فيه من الهيبة والكرامة الشيء الكبير ، لاسيما ان الاخرين هم الذين يقفون على بابنا على عكس ماكنا عليه ، حيث كنا نكتفي بالفرح بخطبة رنانة في القمة العربية ، لكن من دون ثمار . 

والآن ، وبعد معركة الموصل الحدباء ، وانتصارنا الواضح ، صار لنا ان نتقبل الصلح ، فهو من ثماراستعادة الموصل الحدباء. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حسين القاصد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/28



كتابة تعليق لموضوع : صلح الحدباء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net