صفحة الكاتب : صلاح الصبيحاوي

ليرقد ذوي الأجنحة بسلام
صلاح الصبيحاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لأول مرة تقف الكلمات حائرة عمّا أريد كتابته، عاجزة عمّا أريد شرحه، لذلك سوف أترك كل شيء لغوي، سوف أتجاهل تركيب الجمل ورسم الحروف، سوف أغادر طريق الصرف والنحو، سأحاول تغيير مساري لأخاطب ماتبقى من ضمائر، لأنقل لهم صورة من بلدي رسمتها براءة الأطفال.

عادةً ما يرسم الأطفال زهرة، أو شمس، أو حتى منزلا في وسط البستان، عادة ما يرسمون بسمة فوق شفاتهم تسعد قلوب الناس.

لكن ماحدث معي لم يرسم ذلك كلّه، أو حتى شي صغير منه، بل رسم لوحة عنوانها الألم والحزن، وبدل أن أسعد ببسمة، كانت آهاتي هي متنفسي.

لا أريد أن أكثر الكلام، وسأنقل لكم الحكاية كما حدثت معي، والتي هي عبارة عن حوار دار بيني وبين ولدي (علي اكبر) وهو في الصف التمهيدي (مرحلة ماقبل الابتدائية).

لأول مرة منذ بدء العام الدراسي أوصلته إلى باص الروضة، وليتني لم افعل، فبذلك اليوم وبعد عودتي من العمل مساء إلتقينا وكالعادة بدأنا كلام ماقبل العشاء.

ولدي: بابا صاحبي حسن الي وياي بالروضه يقول انت عندك ابو واني ما عندي.

انا : مسكين الله يساعده.

ولدي: صاحبي حسن ابوه مات، داعش شمر عليه قنبلة وفجروه.

انا: الله يرحمه، اكيد كان بالجيش.

ولدي: لا بالحشد. 

 أقولها بصراحة هنا لم اتمالك نفسي ونزلت دموعي من شدة الألم الذي تكلم به ذلك الطفل البريئ مع ولدي، وكيف تذكر والده الشهيد مذ رآني مع ولدي.

نعود لنكمل.

انا: لا بابا ماكو شي.

ولدي: بابا داعش ليش قتلوا ابو حسن صاحبي.

 انا: حبيبي علاوي داعش ارهابيين ويريدون يقتلون كل الناس وهذا ابو صاحبك بطل وشجاع، لان راح يقاتلهم ويدافع عنا وخلينا نطلع ونشتري براحتنا.

. هنا حاول على اكبر ان يزيد بأسئلة اخرى لكن الموقف كان اكبر من التفكير بإجابة عنها

هنا احسست كما نحن صغار مقابل العطاء الذي قدمه هولاء الابطال، كم نحن بعيدون عن التفكير بعوائل هولاء الشهداء، وكيف هو حال ابنائهم.

> كم حسن الان يفترش الرصيف، وكم مثلهم لايجدون ما يكفيهم من مال ليسدون فيه رمق العيش

هنا أقسمت أن أجعل أولادي يعيشون حالة اليُتْم، رغم إني الله مازال يرزقني الحياة، لكي أشعر بباقي أبناء الشهداء، أقسمت أن لا أخرج معه، وأن لا أحضر أي اجتماع لأولياء الأمور ، لكي لايرانا حسن الذي فقد والده من اجل حياتنا.

علينا أن نكون رحمة لأولئك الأطفال، علينا أن نقود ثورة للدفاع عن حقوقهم والعمل على أسعادهم، علينا أن نسخر أقلامنا لخدمتهم فهم أولاد ذوي الأجنحة الذين أناروا بأرواحهم الطاهرة سماء الوطن.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح الصبيحاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/01



كتابة تعليق لموضوع : ليرقد ذوي الأجنحة بسلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net