مراحل المعارضة والإصلاح عند الزهراء عليها السلام
الشيخ ليث الكربلائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مرت الحركة الإصلاحية عند الزهراء ع بثلاثة مراحل تبعا لظروفها :

المرحلة الأولى : التذكير بحق أهل البيت عليهم السلام :

إذ اخذ الإمام علي والزهراء بيد الحسن والحسين عليهم السلام وطافوا على بيوت المدينة وأشرافها طلبا للنصرة وقد كسبوا بعض الأنصار (ظ:الدينوري ، الإمامة والسياسة ، ج1)

المرحلة الثانية : رفض بيعة الخليفة الأول :

معلنة بذلك عدم مشروعية الخلافة حتى تضافرت الأخبار بان دار الوحي قد صارت ملتقى لرافضي البيعة

المرحلة الثالثة : المواجهة :

وقد بدأت منذ اقتحام دارها سلام الله عليها وتوزعت هذه المرحلة على ثلاثة ادوار او قل أنماط :

النمط الأول من المواجهة : المطالبة بفدك وإعلان ان الحكومة ظالمة غاصبة لحقها وهذا كاف لسلب المشروعية عن النظام سواء التزم المجتمع بإمامة الإمام علي ع أم لا 

النمط الثاني : إلقاء الحجة والتنكيل بالنظام القائم ومحاولة حشد الرأي العام ضده

وكان ذلك بعد رفض الخليفة إرجاع فدك وابرز معالم هذا النمط من المواجهة الخطبة الفدكية الكبرى التي حوت مضامين تفي بهذا الغرض منها مثلا :

1- التعريف بمكانتها عليها السلام إذ جاء في الخطبة : ".. واشهد ان أبي محمدا صلى الله عليه واله عبده ورسوله .." وقالت ايضا " اعلموا أني فاطمة وأبي محمد صلى الله عليه واله "

2- التعريف بمكانة الإمام علي عليه السلام فمما قالته في وصفه " ..مكدودا في ذات الله مجتهدا في أمر الله قريبا من رسول الله صلى الله عليه واله سيدا في أولياء الله .. لا تأخذه في الله لومة لائم .."

3- التعريف بمكانة أهل البيت عليهم السلام : " فجعل الله طاعتنا نظاما للملة وإمامتنا أمانا من الفرقة "

4- التعريض بمغتصبي الخلافة وبيان مخالفتهم للشارع إذ قالت سلام الله عليها : " ثم أخذتم ... تستجيبون لهتاف الشيطان الغوي وإطفاء أنوار الدين الجلي وإهمال سنن النبي الصفي .. " " وانتم الآن تزعمون ان لا ارث لنا أ فحكم الجاهلية تبغون ... أ أغلَبُ على ارثي يابن أبي قحافة أفي كتاب الله ترث أباك ولا ارث أبي لقد جئت شيئا فريا أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم .. أم انتم اعلم بخصوص القران وعمومه من أبي وابن عمي ! "

النمط الثالث من المواجهة او المرحلة الرابعة من المعارضة : سلاح الصمت او قل الاعتصام :

وهي سلام الله عليها تستعين في هذه المرحلة بما لها من منزلة معلومة بالضرورة لا يختلف فيها اثنان من ان رضاها رضا الله وغضبها غضبه ويؤرخ كلا الفريقين لهذه المرحلة ففي صحيح البخاري انها توفيت وهي غاضبة على ابي بكر وفي مروياتنا قالت له : " والله لا اكلمك بكلمة ما حييت " (كشف الغمة /ج103) وفي النبوي : " فاطمة بضعة مني فمن اغضبها اغضبني " البخاري ج4 ص210

هكذا خاضت سلام الله عليها بقيادة بعلها معركة مريرة لكن بهدوء وحكمة وروية مراعاة للاسلام الذي لازال في اول مشواره .

___

المنشور خلاصة واعادة ترتيب لبحث نشره الشيخ ليث العتابي في مجلة الكلية الاسلامية العدد 20

الموضوع السابق من المقابر الجماعية إلى داعش... (البعث باقي ويتمدد)

الموضوع التالي لِمَ نحن فاطميّون ؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat