صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

الحملة الوطنية لمقاطعة الإنتخابات النيابية
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
     لم أتخذ قرارا بهذا الشأن لكنني أفكر بشكل جدي لأن أقوم بدعوة وطنية مخلصة لمقاطعة شاملة للإنتخابات المحلية القادمة لإختيار أعضاء مجالس المحافظات، ومجلس النواب العراقي.. المقاطعة تعبير جدي عن موقف.
     العبيد سيتوجهون الى المراكز لأن آلهتهم أنزلت الوحي على رؤوسهم الفارغة لكي يذهبوا وينتخبوا منتفعين جددا، فهل من جدوى من هذه الدعوة؟
    التجربة المريرة طوال ثلاثة عشر عاما من الخديعة علمتنا أن الذين إنتخبناهم، أو الذين سننتخبهم هم مجرد أشخاص منتفعين لايقدمون ولايؤخرون، بل يعملون على تحقيق المزيد من المكاسب على حسابنا، ويتركوننا مع معاناتنا دون أن يساعدوننا بشيء، فقد ثبت بالدليل أن الغالب منهم سواء الذين تزعموا وصاروا قادة كبارا، أو الذين حصلوا على مناصب رفيعة كوزراء ونواب ومستشارين ووكلاء وزارة ومدراء عامين لم يكونوا أكثر من مستحوذين على مناصب إستثمروها لصالحهم ولمقربين منهم، ولم يكن الشعب ضمن حساباتهم على الإطلاق بإستثناء بث الأكاذيب، وتوزيع الوعود والإحتيال على العامة المستغفلين من الناس العاديين الذين يتم شراؤهم بطرق مبتكرة وبفنون إحتيال تتجدد وتتعدد مع كل مناسبة إنتخابية.
    هناك الملايين من العراقيين الراغبين بمقاطعة الإنتخابات القادمة، لكنهم يفكرون في جدية هذا القرار، ومنهم من يرى أن الأفضل هو المشاركة، ومحاولة العثور على بعض الشخصيات الوطنية لتقوم بدور إيجابي، وإبعاد الطبقة السياسية الفاسدة، لكن مايقف في وجه هذا الرأي إن الزعامات السياسية والدينية ماتزال تعطي شرعية للعديد من المتصدين الفاسدين، وإن كتلا كبرى تقاد من تلك الرموز إستعدت بشكل غير مسبوق للشروع بحملة إنتخابية.
    مشكلة أخرى لاتقل خطورة عن مشاكل عديدة، وقد تكون على رأس المشاكل التي تعترض عملية التغيير والنهوض بواقع الدولة العراقية مرتبطة بنوع الجمهور، فهناك نوعية رديئة طاغية ترى في الرمز قديسا لايخطأ ولايتعثر وهي مستعدة لصناعة التبرير الدائم لكل سلوكياته وطروحاته وتأخذ بها كمسلمات يقينية في الدين والحياة والسياسة، وليس لديها أدنى رغبة في إتخاذ قرار مستقل، وأتذكر أن أحد السياسيين قال لي قبل مدة، إنه لن يرشح للإنتخابات القادمة، وإنه غير مستعد لبيع عقله وفكره لمجموعات سياسية، أو لقوى تحيّد العقل، وتستخدم سياسة القطيع في إدارة شؤون المجتمع.
    المجموعات البشرية العراقية توفر الشرعية للزعامات التي بدورها تتحصن بهذه الشرعية فتمنح شرعية جديدة لسياسيين ومرشحين محتملين للإنتخابات القادمة ليحققوا المزيد من المكاسب، وكثير من المواطنين ( القطيع ) لامشكلة لديهم في فساد مسؤول وزيرا كان، أو نائبا مادام يمثل الحزب والحركة التي هم يقدسون من يرأسها، ولايرون فيه إلا قديسا وهذا أمر غاية في الخطورة ومن شأنه أن يقلل فرص مساع التغيير لأنه سيحد من قدرة المصلحين والمغيرين على التأثير، وتمرير الإصلاحات خاصة وإن الشبهات تحيط بالجميع، ومانراه نقيا ومخلصا لايراه غيرنا كذلك، ويعلنون فساده.
    البنية المجتمعية العراقية رهينة الدين والعشيرة والقداسة ولايمكن أن تنتج التغيير، فهناك إصرار على الموقف، وعدم رغبة في الإنفتاح على الآخر ورفضه مطلقا بوصفه عدوا، وليس ممكنا إحداث تطور سياسي مطلقا مادام المتنازعون يتنافسون ويتشاركون ويتعاركون ويتنابزون ولايفعلون ماينفع الناس ويغير من حالهم وينهي معاناتهم وعذاباتهم. فقد أصبح الجميع منشغلا بتحقيق المكاسب، ويرهن المنفعة للناس العاديين بموقف من آخر غيره، بينما الآخر يفكر بذات الطريقة، ويبحث عن مكسب شخصي.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/06



كتابة تعليق لموضوع : الحملة الوطنية لمقاطعة الإنتخابات النيابية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net