جثة كلب مهم قصة
فاضل العباس

في الخربةِ التي جنب داري وضعت الكلبة الملساء جراءها الخمسة تحممت مزهوةً بمياه المستنقع ،

الذي تكون من فيض مياه الصرف الصحي في حَيّنا الشعبي ،وملئَت ازقته الترابية 

التي حُفرت هي الاخرى بحفارات عمال شركة ادعت صيانتها لشبكة الصرف الصحي.

كانت افق ابنتي الصغرى اكثر اطفال الحي عرضةً لملاحقة ذباب المستنقع كلما خرجت في نزهة استطلاعية لاستكشافه. 

تسمرت في مكانها وهي تصغي لانين الجراء تحت بطن امها وهي تلثمُ حُلَمَ اثداءها.

طلبت واحدا منها بان نصحبه إلى دارنا.

انها قذرة ومريضة ،،،،

اني ساعتني به ردت على كلامي لها.

لا يُمكن ان تنظف،،،،،، إنها كلاب .......

الم ترّ انها تسبح في مياه المستنقع القذره،،،،،

لم يكن كلامي مقنعا لها بدأت بالبكاء وتحول بكاءها إلى صراخٍ .

تجمع الاطفال حولها محاولين اقناعها دون جدوى.

من نهاية الزقاق صدرت صرخةٌ مدوية مَلَئَته

كلب ....كلب... كلب

ارتد الكلبُ مذعورا على اعقابه

اراد حرسهِ ان ينالوا من المنادي

لولا تدارك المارة للموقف.

ركب سيارته الحديثة الانيقة محاطا ببطانته .

 

عبر زجاجها كان يرى هتافات للجماهير التي تابعت موكبه الفخم.

 

خفض قليلا من زجاج النافذة، ليسمع هتافات تمجد بحياته.

وليسمع من خلالها

كلب،،،كلب،،،كلب،،،

اغلق الزجاج بعصبيةٍ واشار للسائق ان يغير وجهته.

لازالت الاصوات تصل الى مسامعه 

كلب،،،،،

بدا الذعر يسري في اوصاله المنتفخة . .

الاصوات تتضخم في مسامعه

في كل زاويةٍ من قصره.

اغلق اذنيه بقطع من القطن دون فائدة

احس ان رَبَطةْ العنقِ حبلَ مِشنقةٍ يلتف حول رقبته رمى بها ارضاً.

رمى ببدلته (السموكن) لتلحق بالربطة.

صم اذنيه بِكلى يديه لم تنجح محاولاته 

ليل حالك يطبق عليه .

امر حراسه بغلق الابواب والنوافذ والانتشار بكل الشوارع التي تؤدي الى قصره

الاصوات الهادره

استفزت حيوانيته وشهوته.

 

تذكر ان لولده الصغير قناع لوجه كلب.

 مزق ذلك القناع  

لازال يسمع اصوات هتافات  تقترب من قصره

الحراس اخذوا وضع اطلاق النار فوق سطح القصر وفي كل ركن منه وزاويه .

استدعى قوات اضافيه  للحمايه

 طلب منه حرسه النزول للملجأ 

الاصوات المناديه كلب كلب كلب تقترب اكثر واكثر 

الخوف ينتزع احشاءه من الداخل

الهتافات تقترب اكثر فاكثر

تطبق عليه اشتد الخوف به امر حرسه باطلاق النار على الحشود المقتربه الجماهير الزاحفه المتوجعه الجائعه المنكسره تزحف كالسيل لم يستطع الحرس وقوات الحماية من وقف زحفها انظم بعظهم للجماهير ولاذ الاخرون بالفرار عندما اقتحم القصر

 

عند ركن الشارع كانت مجموعة من الكلاب تتزاحم على اكوام القمامة.

وعند بوابات البيوت كان بعضها  يحرس اصحابه

عند اول خيوط الفجر عَثَرَ

عمال النظافةَ على جثة كلبٍ مهم،

الموضوع السابق قراءة انطباعية في كتاب (أبو طالب (ع) الرمز الروحي للإسلام)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat