صفحة الكاتب : ابتسام ابراهيم

المدينة مازالت في الذاكرة
ابتسام ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كنت قد زرتها قبل سنتين وتوقفتُ عند شوارعها المحفرة بسبب اعمال الصيانة، قيل لي وقتها "يردون يسوون الشوارع مقرنص" عاودتُ زيارتها الامس لكني وجدتُ الشوارع مازالتْ على حالها(سنتين ومازال المقرنص في السجلات فقط) والكهرباء تحتضر رغم ان ثلثي شبابها مابين شهيد او مشروع شهيد ونسائها لم يغادرن الحداد يوماً. 
تساءلتُ... من المستفيد من تردي الخدمات فيها، من المستفيد من تراجع التعليم فيها و تحميلها زخما سكانياً اكثر من طاقتها مع هجرة اغلب سكانها الاصليين خصوصا بعد دخول عادات وتقاليد لم نألفها يوماً ؟ 
احدثكم عن مدينة ولدتُ فيها وترعرعت بين جدرانها ...عرفت الشوارع النظيفة والرصيف اللامع وخطوط العبور، عرفت الباص الاحمر الذي يمر عدة مرات من الشارع العام قرب بيت اهلي، عرفت الترفكلايت على رأس الشارع وحفظت وجه رجل المرور الواقف هناك 
احدثكم عن طفولتي... ومدرستي الابتدائية التي خرجتْ النوابغ ،عن جارنا مهندس الصواريخ عن ساحة تتوسط جامع ومدرسة كانت تحتضن المواهب الكروية تلاشت هي الاخرى، احدثكم عن سوق شعبي كان الباعة يضعون اسعار الخضروات واللحوم خوفا من الرقابة..أحدثكم عن نفسي ورفيقات طفولتي حيث كنا نتنافس (منو باب بيتهم انظف واحلى)،أحدثكم عن مدرستي الثانوية وتنافسنا الدراسي حيث لم نعرف معنى كلمة مذهب او قومية ..احدثكم عن زميلاتي اللائي صرن اليوم امهات فاضلات وسيدات مجتمع راقيات بين تربوية ومهندسة وصحفية واستاذة جامعية....الخ 
احدثكم عن عشرين عاما من اللهفة لوجه الارض النقية وجيراننا الذين غادروا المنطقة واحدا تلو الاخر ..احدثكم عن تراث سوف ينقرض . 
صدام ..غيـّر اسمها من الثورة الى مدينة صدام وكان حريصا على ان تليق بهذا الاسم من خدمات وتعليم و اخذ ضريبة ذلك الاف الشهداء في حربٍ بائسة..فماذا اعطيتم انتم لأهل المدينة بعد ان سلبتموها فلذات اكبادها وصعدتم على اكتاف الباقين؟ 
هم لا يسألونكم مقابل لكن العدل ان تحترموا تضحياتها وتحترموا اهلها الطيبين أو على الاقل أقيموا وزناً لاسم محمد الصدر !!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابتسام ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/10



كتابة تعليق لموضوع : المدينة مازالت في الذاكرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net