إن بناء الأسرة هو الأساس في بناء المجتمع واستقراره ؛ فالأسرة كما نعلم هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع ؛ إذا صلحت صلح المجتمع بأسره ، وإن فسدت فسد كله .
لقد أحاط الإسلام الأسرة بسياج من النظم والتشريعات حدد بموجبها الحقوق والواجبات لكل من الزوجين ، فهذه النظم والتشريعات تجمع ولا تفرق ، تبني ولا تهدم ، تصلح ولا تفسد ، وبذلك يتحقق للمجتمع المسلم الطمأنينة والاستقرار والنأي.
لكن من هي الزوجة التي أحالت حياتها وعائلتها إلى جحيم لايُطاق؟!
وهل خلت فعلاً من الأحاسيس والمشاعر المرهفة؟!
وهل الصفات التي تتصف بها خارجة عن إرادتها وشعورها أم هو منهج اتخذته فى حياتها؟!
لنرى بعض هذة الصفات(الاخلاق السيئة للزوجة) التي هدمت كثيراً من البيوت الهادئة ومزقت أُسر كانت تعيش بسلام منها:
* نقدها الدائم لزوجها:
عندما دخل إبراهيم الخليل على زوجة ابنه إسماعيل(عليهم السلام)، وسألها عن عيشهم، (كانت لاتعلم بأنه أبو زوجها) ، ومع ذلك لم تبالِ أن تبدي تذمرها، وقالت: نحن بأشر عيش؟!
شكت له مايجب أتستر به على زوجها في غيابه.
*تلفظها بألفاظ مؤلمة:
قد تتلفظ بالكلمة لا تلقي لها بالاً، فتكون سبباً في إيغار صدر زوجها عليها مدة طويلة، وقد تكون فيها نهايتها كما جاء فى المرأة التى تزوج بها الرسول -صلى الله عليه واله وسلم- فلما دخل بها قالت: أعوذ بالله منك!! قال: لقد عذت بعظيم إلحقي بأهلك!!( بحار الأنوار / جزء 21 / صفحة[47])
* تحقير زوجها والاستهزاء به:
أن تعيّره بفقره ، وبقلة ثقافته وشهاداته، أو ببيئته المتوسطة الحال!!...مع أنها لاتستغني عنه وهذا دأبها فى الجد أو الهزل!!
* التفسير السلبي للآخر:
بعد أن يسيطر عليها الشك! وتحيط بها الظنون تعجز أن تلتمس له العذر بتأخره أو غيابه أو حديثه الخافت في الهاتف.....فتساورها المخاوف والشكوك وتفقد ثقتها فيه!!
* الشعور بالتعاسة:
مع توالي النعم عليها وأفضاله لها!! يظل حنينها لماضيها مما يؤلم زوجها هذه زوجة أحدهم عندما دخل عليها، وهي تنشد حنينها لديارها في البدو:
لبيت تخفقُ الأرواح فيه ... ...أحبّ إليّ من قصر مشيد
سرّحها إلى أهلها.
أو قد تكون بنت احد الاغنياء وساكنة القصور الفرهة العالية وتزوجت من فقير الحال.
* عدم إستخدم الحوار الهادئ مع زوجها:
فهي لا تكف عن إثارة الضوضاء والجدال معه حتى وإن كانت في جلسة هادئة سرعان ما ينقلب الحديث الودي إلى سباب وشتم و ألم وبكاء...
وقال أحد الشعراء يحكي حواره مع زوجته:
ولما التقينا غُدوةً طال بيننا ... ...سبابٌ وقذفٌ بالحجارة مطّرح
أجلي إليها من بعيد وأتقي ... ...حـــجارتَها حقاً ولا أتمزّح
يقال_أن قريبة بنت حرب(أخت ابو سفيان) عندما تزوجت بعقيل بن أبي طالب!! كانت لاتكفّ عن ملاحاته وندب آبائها!! فقالت له يوماً: ياعقيل! أين أعمامي! أين أخوالي كأن أعناقهم أباريق فضة؟
قال لها: إذا دخلت النار فخذي على يسارك!!فغضبت وخرجت من بيته!!( العقد الفريد6-99)
*تثور عند كل موقف:
لا تستطيع الأمساك بزمام نفسها...فهي تشعر بالغليان الداخلي ,وعند كل موقف تثور ثائرتها فتجعل منه متنفساً لما في صدرها ويؤلم أحساسها!!.
*ليس له مكان فى قلبها:
فهى تعلن بغضها له دونما سبب مع كمال إحسانه وحسن دينه!
وقد تصرح به إلى الآخرين.
هذه سلمى زوجة صخر أخو الخنساء عندما مرض، وبقي على فراشه سنة كاملة قبل موته فكانت إذا سُئلت عنه تقول: لاحيّ فيُرجى ولا ميت فيُنعى!!
وكانت أمه إذا سُئلت عنه قالت: أصبح بنعمة الله سالماً.فقال:
أرى أم صخر ما تجفّ دموعُها ... ...وملّت سُليمى مضجعي ومكاني (الأدب العربى 1-168)
*تطلب الطلاق على الدوام:
وتستخدم الزوجة جاهلة في هذا السياق العديد من الرسائل السلبية محاولة منها للفت أنظار الزوج إلى ما يجيش فى صدرها من ألم وقلق...والتي تتراوح بين النظرة الغاضبة, والحواجب المقطبة, والجلوس وحيدة في غرفتها, ورفض الطعام...ولا تعلم أنها بهذا التجاهل تمسّ كرامته وتجرح رجولته!! تقود الزوج إلى درجة من الاستفزاز سرعان ما يبدأ بعدها بالغليان ثم الانفجار!!
ونظراً لطبيعة المرأة العاطفية...وإحساسها المرهف فأشد ما يؤلمها من زوجها المواقف المعنوية من ملاحظة قاسية, أو عتاب عنيف, أو عبارة جارحة..!!
بينما لطبيعة الرجل المادية فسرعان ما يتذكر المواقف التى أحسن فيها من هدية ثمينة, أو نزهة عابرة...فيبدأ كلٌ منهما بهجوم مضاد، سرعان ما ينقلب إلى معركة خاسرة من الشجاراليومي ...بسبب اختلاف دفاع كل طرف عن الآخر...!!
*هل هناك دور للمرأة في استقرار الأسرة ؟:
نعم ! إن دور المرأة لا يقل أهمية عن دور الرجل ؛ لأنه مكمل له ؛ وينجلي دورها هنا في طاعة الزوج في المعروف ، ولو لم يكن لطاعة الزوج أثر إيجابي بالغ لما حض عليه وأرشد إليه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ؛ فقد وردت أحاديث كثيرة تحض على هذا الأمر ومنه قوله - عليه الصلاة والسلام - : "« إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحفظت فرجها ، وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت »". وقال أيضاً : "« أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة »".
وفي المقابل إذا باتت المرأة وزوجها غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح
. وطاعة الزوج تكون في غير معصية الله سبحانه وتعالى ؛ إذ « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ».
وتكون طاعته في حضوره وفي غيابه ؛ لأن الله - سبحانه وتعالى – يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، [ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَاللَّه ] ( النساء : 34 ) .
إن طاعة الزوج واحترامه وتقديره يساعد على تنمية المحبة في قلبه لزوجته ، والعطف والحنان عليها مما يشعرها بالاطمئنان والأمان الذي سينعكس على أفراد الأسرة جميعهم مما يساعد على تماسكها ويبعدها عن التفكك والانهيار .
ولتعلم المرأة المسلمة أنه ليس من مصلحتها إطلاقاً ولا من مصلحة أبنائها ، بل ولا من مصلحة ذويها أن تحاول سلب زوجها الاحترام .
watheq1433@gmail.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat