صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الأنا الوطنية!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يتحدثون عن الأنا الفردية ويمعنون بهذا السلوك وكأن البشر بلا "أنا" , لكنهم يلحون على أن الأنا متضخمة ومتورمة , وما شئت من التوصيفات , وهم بذلك يعبرون عن أناهم المتفجرة وكأنها قنبلة تدمير شامل , ويتناسون أو يغفلون الأنا الوطنية.
فلماذا لا نتحدث عن الأنا الوطنية؟!!
هل أن الوطن بلا أنا؟!!
الأنا طاقة حيوية كامنة في أعماق الأحياء ولها حجمها وقوتها وقدرتها , ولا يخلو مخلوق من الأنا , لأنها آلة البقاء والنماء والإنتصار على التحديات والمواجهات القائمة في الواقع الذي تكون فيه وتتفاعل مع مفرداته , ولولاها لما تمكنت المخلوقات من الحفاظ على نوعها , ذلك أن الطبيعة الخلقية والإرادة البقائية تقتضي وجود الأنا الفردية والجمعية , وتفاعلهما بل وتداخلهما وإندماجهما.
فلا قيمة للأنا الفردية إذا إنتفت الأنا الجمعية , ولا بد من تعزيز الأنا الجمعية لكي تتأكد الأنا الفردية.
ففي مجتمعات فاقدة للأنا الجمعية لا قيمة ولا معنى ولا دور للأنا مهما كان حجمها أو صفتها , لأنها ستكون قوة واهية وطاقة خاوية بمعزل عن الأنا الجمعية.
وهذا يأخذنا إلى العلاقة ما بين الأنا الوطنية والفردية , فالتفاعل ما بينهما ثابت وواضح , فعندما تكون الأنا الوطنية قوية , تكون الأنا الفردية متمتعة بقوة وإقتدار , ولذلك يمكننا التمييز بين أفراد المجتمعات , فأفراد مجتمعاتنا  يتمتعون بأنا ضعيفة ومهزوزة توافقا مع  الأنا الوطنية التي أوجدت أناه , بينما الياباني والصيني والأمريكي تجده يتمتع بأنا قوية ومؤثرة توافقا وتناغما مع الأنا الوطنية التي شيدت أناه.
والذين يتحدثون عن الأنا الفردية ويعزلونها عن الأنا الوطنية أو الجمعية إنما يتوهمون ويصفون الأفراد بما ليس فيهم , فالأنا الفردية في واقعنا مهما توهمنا بحجمها , فأنها خائبة مفرغة من القوة ومترعة بالدونية والخيبات والإنكسارات والنكسات والحسرات , ولا توجد عندنا أنا  فردية متضخمة أو متورمة , لأن مجتمعاتنا لا تعرف الأنا القوية , وإنما هي تتمتع بضعف وهزال وإندحار , وهذا ينعكس على الأنا الفردية ويصنعها بمفردات الضعف والإنهزال.
ولكي نتحدث عن الأنا الفردية علينا أن نتوجه للأنا الجمعية أو الوطنية ونعززها , ونرفدها بعناصر القوة  والكرامة والفعل الواثق المتدفق بالآمال والطموحات , لكي تتشكل الأنا الفردية القادرة على الحياة الأفضل والشعور بالإقتدار.
فلا توجد أنا متضخمة أو متورمة في مجتمعات مُصادرة الأنا الوطنية والجمعية , فهلْ من وعي لجوهر طاقات أنا؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/14



كتابة تعليق لموضوع : الأنا الوطنية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net