صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الأغنامُ تحرسُ ذئابا!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العلاقة بين الذئاب والأغنام معروفة , فهي تخافها وترتعب منها , والذئاب تشم رائحتها وتسعى لإفتراسها في ليالي الصيف والشتاء.
وعواء الذئاب يخيف الأغنام ويجعلها ترتعش , لكن الذئاب عندما تفوز بحضيرة أغنام تتفاعل معها بآليات إفتراسية تفقدها الإحساس بالخوف , بل أن العلاقة تتطور لتكون ذات أساليب إستسلامية رضوخية منقطعة عن واقع التفاعل الدامي بين الطرفين.
فالذئاب تختار فريستها وتأكلها أمام القطيع وأفراده متجمدة في مكانها وقد تلهو بأعلافها , وربما تتناطح وتتصارع بلا هوادة والذئاب تأكل , وعندما تنام الذئاب تبدو الأغنام وكأنها تحرس مفترسيها وتؤمّن لهم النوم الهادئ , لأن الخوف طاقة كهرومغناطيسية أصابت القطيع بالشلل والإستسلام للمصير المحتوم.
وتستيقظ الذئاب وتمضي في إفتراسها وهكذا تتواصل العلاقة ما بين بضعة مفترسين , وأعداد غفيرة من الفرائس المذعنة التابعة الخانعة.
وهذا ينطبق على الواقع البشري عندما يتحول البشر إلى قطيع ويولي عليه مفترس أثيم , فتراه يمعن بالإفتراس والقطيع خانع مبلس يهنأ بأكله حيا وتمزيقه إربا , بأنياب المتوحشين الذين أمسكوا بزمام مصيره وتقرير حياته وخارطة أيامه المرسومة بالحاجات والعثرات.
والعديد من المجتمعات تدور في فلك الطاعات والواجبات التي عليها أن تؤديها للمفترسين الأشداء , الذين يتسلطون ويتحكمون ويصولون ويجورون كالذئاب المذؤوبة , المسعورة بنشب المخالب وغرز الأنياب ببدن الذين أوقعتهم في شراك الإفتراس.
ولا يُعرف لماذا يميل البشر إلى هذه المعادلة السلوكية ذات النتائج الدامية السوداء  , ولماذا يعززها ببشر من بينه لتتواصل التفاعلات الخسرانية والقهرية , الكفيلة بتحطيم البشرية ومحق الإنسانية , والنيل من القيم والمُثل والمعايير الحياتية المساهمة بديمومة صيروراتية.
فلماذا تحرس الأغنام ذئابها؟!!
ولماذا لا تسود ثقافة الإحتراس؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/26



كتابة تعليق لموضوع : الأغنامُ تحرسُ ذئابا!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net