صفحة الكاتب : باسم العجري

البخاتي؛ سفير الشهداء..
باسم العجري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 من تلك البقعة، طائر الجنوب الأسمر، عمره بعمق تاريخ الهور، له مشروعه الخاص، يستنشق الحرية، فلا يخنع ولا يستعبد، دأب أن يكون مجاهدا منذ نعومة أظافره، ترك الأهل والأصدقاء، شد رحاله مجاهدا إلى سوح القتال، بين الجبل والوادي، والهور واليابسة، لديه ثوابت بعمق التاريخ لا يتزحزح عنها،  لديه يقين و نظرة ثاقبة، كيف لا وهي بصيرة المؤمن، إنسانيته ووطنيته سقته رحيق المبادئ، فلا يتنازل عن حقه ولا يقف عن ظلم لحق به، أو بشعبه، لذلك أخذ على عاتقه طريق الجهاد.

من أهوار ميسان، صقر جاء يقتص من شذاذ الأرض، فالمعركة مستمرة منذ خروجه إلى الجمهورية الإسلامية، إلى يومنا هذا، بين الحق والباطل، يعلم أن المواقف لا تتغير، فقد تتغير الجغرافية على الأرض، من أرض وعرة، إلى منبسطة، وهذا الأمر لا يغير شيئا من الواقع الجهادي، بل يزيده قوة وعزيمة، خارطته تتطور مع الزمن، فأين يتحتم عليه التواجد، والمشاركة مع أخوته المجاهدين، تجده في قلب الحدث، ليس لديه أولويات بالترتيب الجهادي، فهو ينطلق من أنه جندي، يدافع عن الأرض والعرض.

بعد سقوط النظام السابق؛ لم يتجه إلى الجانب السياسي، وظل بعيدا عن الأنظار، لأنه يدرك أن المرء بالجهاد يصل إلى أعلى المراتب، عند مليك مقتدر، لذلك لم يقف مكتوف الأيدي، عندما تعرض مقام السيدة الطاهرة زينب(عليها السلام)، إلى التهديد من قبل الدواعش، إلتحق للدفاع عن المقدسات، فرسالته الجهادية مستمرة دون توقف، فعرق الجهاد يشعره بروحه التواقة للشهادة، والتقرب إلى الباري، وبعد أن زال الخطر عن المقدسات رجع إلى بلده.

عند صدور فتوى الجهاد الكفائي؛ ألتحق صقر الجنوب الأسمر، فهو لا يفارق الجهاد وأعتاد عليه  كثيرا، بصلاته يدعو ربه لنيل الشهادة، فهو من الأوائل الملبين للفتوى، فشارك في المعارك التي خاضها الحشد المقدس، في اغلب المدن، ضد تنظيمات داعش التكفيرية، وتعرض إلى رصاصة أوقفتها زجاجة السيارة التي كان يستقلها، ونجا من تلك الرصاصة، فكانت عائقا بينه وبين الشهادة، في تلك الأرض، فلم يحالفه الحظ في الأولى لنيلها.

في الختام؛ صقر الجنوب الأسمر، طلب الشهادة فنالها، ليكون سفيرا للشهداء، إنه الشهيد السيد صالح البخاتي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسم العجري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/08



كتابة تعليق لموضوع : البخاتي؛ سفير الشهداء..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net