صفحة الكاتب : امال كاظم الفتلاوي

النصف الاخر صراعٌ مرير
امال كاظم الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كلماته تخرج من فم عذب، تأنقت بالجمال..

تدخل إلى القلب بلا استئذان، تأسره..

وتُغيّب دور العقل، هل الكلمات المعسولة لها هذا الدور الخطير؟

نعم، لها ذلك الدور، وهل تأثير الكلمة شيء هيّن؟

تفقدته في أوقات الصلاة فلم تجد لهذه الأوقات وجوداً في حياته، فهو يعيشها بعبثية وفوضى دائمة، ليس هناك وقت مخصّص لأيّ شيء، فكلّ الوقت مفتوح للمزاح واللّعب والتنقّل في مواقع التواصل الاجتماعي من موقع إلى آخر..

هنا اشتدّ الصّراع بين القلب والعقل، وزادت وتيرة الخلاف لدرجة قرّرت أن تصمّ آذانها وترقب من بعيد لترى لمَن الغلبة..

في خضم الصراعات توالت انتصارات العقل تارة، ثم عاود القلب الغلبة تارة أخرى، كلّ منهما يضع خططه..

لم تتوقع أن ترى كلّ هذه الخطط العسكرية والتكتيكات القتالية تجري في داخل نفسها..

كانت أسلحة القلب (الجنون – الحرقة – الدموع – الحزن – الشوق – الذوبان)..

أمّا أسلحة العقل (المنطق – التعقل – الرّزانة – الحزم – الرؤيا البعيدة – قوة الرأي)..

تلاقى الطرفان وبدأ الجنون هجومه الانتحاري، لكن كان التعقل له بالمرصاد..

قادت الرزانة المعركة وضربت الجنون بالمنطق، وسدّدت سهام الهدوء إلى الحرقة، ووجهت رمح الحزم إلى الدموع، وأطلقت الرؤى البعيدة نيرانها على الحزن، وانتصرت قوة الرأي على الشوق والذوبان..

انتهت المعركة الطاحنة التي دارت في جولتها الأولى، وبعد أخذ قسط من الراحة عادت صولات المعارك من جديد، ولكن بشراسة أقل، وبقي العقل يمدّ فريقه بالإمدادات اللّازمة إلى أن تنتهي الحرب، وأنّى لها أن تنتهي ما دامت الحياة مستمرة والمغريات فيها كثيرة..

كانت تتابع تطورات هذه المعارك باهتمام وشغف، وأخيراً استقرّ رأيها بعد أن رأت قوة العقل وحججه الدامغة، فرفضت من جاء يخطبها الذي لا يملك غير الكلمات المعسولة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امال كاظم الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/10



كتابة تعليق لموضوع : النصف الاخر صراعٌ مرير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net