صفحة الكاتب : قيس النجم

يا علي مَنْ أنتَ ليقتلوكَ غدراَ؟
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحديث عن الحرية في زمن الإمام علي (عليه السلام) أمر مثير للدهشة، ففي ظل التماثيل الجاهلية التي كانت ترفض حكمته، وزهده، وعلمه، وتشبث هذه الشخوص بالدنيا الزائفة، نشاهد عظمة علي وعدالته، وهذا ما لا يحبه المبغضون لآل محمد (صلواته تعالى عليه).
 كان علياً (عليه السلام) يشاهد الناس تتغير، على قدر حبها للدرهم والدينار، إلا أن كل مَنْ إقترب منه إزداد حباً من محرابه، لأن كميات التضحية والإحترام والثقة، منحها هذا الحاكم الزاهد العابد لأمته، وهو يُعلّم أبناء جلدته، أن كل شيء في الدنيا إما أن يتركك، أو تتركه، إلا الخالق الجبار (عز وجل) فإن أقبلت إليه أغناك، وإن تركته ناداك، وأنت لن تشد عزيمتك، إلا بذكر الرحمن الرحيم. 
عندما إختار علي (عليه السلام) طريقة العبادة، فأنها كانت بعيدة عن العالم الدنيوي، ليحصل على مرضاة ربه، رغم أنه وليه ووصي نبيه (صلواته تعالى عليهم أجمعين) رجل يعرف قيمة عمله ليس لذاته، أو يومه، بل إنه يعمل لغد الأمة ومستقبلها، وذلك لقناعته بأن الأنبياء والأوصياء، قد بعثوا ليتمموا مكارم الأخلاق، بزمن كانت الجاهلية تدق أسفين الفوضى والوثنية في الأرض، لكن الرحمة الإلهية لدين محمد وآل محمد، فقد إستقامت أمور الأمة، وعندما ولت أمرها لمَنْ لا يستحق، صب البارئ (عز وجل) عليهم جام غضبه.
لكل زمان أحداثه، ووقته، وقوانينه، ولكل مكان ميزاته، فقد كانت الكوفة عاصمة الخلافة الإسلامية، زمن الإمام علي (عليه السلام) حيث موئل الطالبين، ومنار العلماء والبلغاء، فباتت حاضرة الإسلام في دولة عدل، لم تعش بعدها أرض العرب عدلاً سواها.
أراد المنافقون المتشبثون بإصطلاحات العظمة التقليدية الفارغة، القضاء على تاريخ علي، ليس بشخصه فقط، وإنما بعلمه، ودينه، ورسالته التي كانت تتمة لدين محمد (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) وشاءت الأقدار الإلهية، أن تكون ولادة علي في بيت الرب الكعبة المشرفة، وإستشهاده في بيت من بيوت الرب أيضاً، مسجد الكوفة المعظم.
كان مؤمنا بقضاء البارئ (عز وجل) وأنه حان وقت اللقاء، بأخيه ونبيه محمد الأمين، وزوجته فاطمة الزهراء (عليهما الصلاة والسلام) فبات ليلة التاسع عشرة من رمضان، يجدُّ ويلحُّ حتى يظفر بما يريد، ويراقب النجوم قائلا: "تلك هي ليلتي، التي وعدني بها أخي" فلا يولد الكريم، إلا في البيت الكريم.
ختاماً: لقد قتلوك غدراً، لأنك تغيظهم بحلمكَ، وعفوكَ، وعلمكَ، وعدلكَ، ولأن يداك ما تزال تهطل بعطاياك الجزيلة، فسلام عليك يوم ولدتَ، ويوم أُستشهدتَ، ويوم تبعث حياً.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/17



كتابة تعليق لموضوع : يا علي مَنْ أنتَ ليقتلوكَ غدراَ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net