صفحة الكاتب : رسل جمال

ريح صرصر عاتية
رسل جمال

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

للانفتاح ثمن باهظ، ربما يجعل البعض منا يترحم، على ايام الظلام والتعتيم، الذي كان مخيمآ على سمائنا، وبالاخص لو كان انفتاحآ، اهوج وعشوائي، قد يكون ربح من جهة اﻷ انه خسارة كبرى من جهة اخرى.

اذ يصبح اشبه بمسرح بأدارة الشيطان، يتبارى به  بعض بني البشر، لاستعراض قدراتهم الدنيئة، أيهم اسرع في نشر فضيحة اخيه، وهتك عرضه.

هذا ما نشهده اليوم، من انتشار مخيف لتلك الظواهر على مواقع التواصل الاجتماعي، اذ تطفو على السطح، بين فترة واخرى "حادثة" سرعان ما تنتشر في صفحات الفيس بوك، كالنار بالهشيم.

اذ اصبحت سنه المتفاعلين، على هذه المواقع، ايجاد فضيحة اخلاقية، والامعان بنشرها على اوسع نطاق، وبأسرع وقت ممكن.

ان تقوم بنشر او المساهمة بنشر تلك الامور، ولا تعمل على اخماد تلك النار، اعلم انك القادم، فالحياة قصاص ولسنا بملائكة ، يكفينا قوله تعالى" بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القي معاذيره" .

بغض النظر عما نشر، ولست بصدد الدفاع عن اصحابها، بقدر الوقوف على ظاهرة، "المسابقة والمشاركة بنشر الفضيحة"، فاذا اصبح عدد الاعجابات" اللايك" والتعليقات هو سقف طموح، البعض فهذة كارثة كبرى، وان يضرب بعرض الحائط كل الاعتبارات الاخلاقية، والانسانية، اضف الى ذلك روحانية ما نعيشه من ايام مباركة، فقط من اجل نشر فضيحة ما.

انه انحدار حاد ومأساوي، بمنظومة اخلاقية، للمجتمع "فالمجتمع المنشغل بالتنقيب عن عيوب بعضه البعض، هو مجتمع متأكل من الداخل، يسهل تقسمه الى دويلات، ولا نبالغ ان قلنا قد يصبح بغضون سنوات بخبر كان" اذ ارتباط الامم الانساني ليس بما تبنيه من حضارة صماء، بل البناء يرتفع بالاخلاق! انما الاخلاق مابقيت، فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا.

ان الملفت ان البعض يتبارى ويتسابق بنشر الفضائح، ويتعامى عن النماذج المشرقة، بل ويجتهد بأخفاءها، هنا السؤال لماذا نفتخر بل ونجهد انفسنا بنشر السيئات، ونتجاوز عن الحسنات.

فهناك شباب منتج، ونخبوي، ومثال مشرف يحتذى به، لا ارى اهتمام يذكر بهم او بتسليط الضوء  على ما ينجزونه من اعمال، واختراعات، اذ اصبحت تلك الامور لا تثير الذائقة العامة مع الاسف!

اخشى القول، اذا لم تتخذ الحكومة اجراءات حقيقة، لمثل هكذا جرائم الكترونية، تعيث بالارض وبالعقل خراب، ففي غضون بضع سنون، نجد انفسنا على اعتاب جيل، لا يملك اي وازع او رادع ديني، او اخلاقي، يمنعه من نشر الرذيلة، والتفاخر بها.

جيل يلعب الهاتف الذكي، بمقدراته، واعرافه، وتقاليده!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رسل جمال
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/23



كتابة تعليق لموضوع : ريح صرصر عاتية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net