صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

مجزرة ضد الصحفيين
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    العدد الكبير من الصحفيين الذين تم تسريحهم أخيرا من عدد من الوكالات الخبرية والصحف والقنوات الفضائية والإذاعات يشير الى هشاشة الوضع القانوني، وعدم وجود بيئة آمنة ليس على مستوى الإستهداف الجسدي، أو المنع من التغطية، ولاحتى المضايقات التي يتعرض لها المراسلون والمصورون في الميدان، بل الى ماهو أقسى من ذلك حيث يواجه العشرات بل المئات منهم مخاطر الطرد الكيفي، والإبعاد القسري من العمل ماأدى الى أن تقوم الإدارات الصحفية بإجراءات قاسية أفضت الى أن يترك صحفيون مهمون وظائفهم والمبرر هو التقشف المالي الذي ضرب الدولة العراقية، ودفع الحكومة ومؤسساتها الى إجراءات غير مسبوقة، وإنسحب الأمر على وسائل الإعلام التي تلقفت ذلك سريعا، وإرتكبت مجازر بحق الصحفيين.
    الصادم في الأمر أن أغلب وسائل الإعلام مملوكة لقوى سياسية ومؤسسات تجارية تعتمد في عملها على معايير الربح والخسارة، ونوع التوظيف السيء من قبل القائمين عليها، وهذا هو السبب الحقيقي الذي يقف وراء كل تلك الإجراءات التعسفية وغير الإنسانية حيث لاتقيم تلك القوى السياسية والزعامات المتنفذة وزنا لشيء مادامت تستخدم الصحفيين والمؤسسات الإعلامية المملوكة لها كأدوات توصيل ترمي بها متى ماشاءت الى الهاوية لأنها لاتمتلك الرؤية، ولا الروح، ولا الإيمان بالعمل الصحفي، وهذا ماكنا نتحدث عنه بإستمرار، ونعبر عن الخوف منه، ونعتقد أنه السبب في تردي الصحافة، وضياع الصحفيين، وشعورهم بالأسى لما يعانونه من أوضاع تؤكد تلك المخاوف، فالسياسي لايؤمن بالصحافة إلا بوصفها وسيلة، وليست إرادة للتغيير، وصانعة للرأي العام، ومساهمة في الديمقراطية، وهولاء يرون في الديمقراطية مجرد آلة لتوصيلهم آلى السلطة ليحكموا، ويتحكموا ويتنفذون في مراكز القرار، وتكون لهم السطوة والسلطة والقدرة لوحدهم.
للأسف الشديد فإن التجربة العراقية محزنة، وخلال السنوات الماضية قتل المئات من الصحفيين في ظروف الحرب، ومنهم من أبعد عن عمله، وآخرون تم إعتقالهم تعسفيا، وكثر منهم يعانون من ضائقة مالية، ويهدد البعض بالقتل، ويضربون في الشوارع، وصار البعض من السياسيين يتوجه الى المحكمة، ولايتحمل نقدا، ولانقلا لخبر، ويطالب بالتعويض المالي وكأننا في غابة، بل إن مشتغلين في السياسة والإدارة يهددون باللجوء الى عشائرهم لمجرد أن صحفيا نشرا خبرا في موقع ألكتروني نقله من وسيلة إعلام نشرته من مدة، ولم يعد يترتب عليه أي إلتزام قانوني وهذا لايمكن علاجه مالم تترسخ بيئة قانونية واضحة، وتشترك سلطات الدولة المختلفة في تأطيرها بقوانين وتشريعات.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/27



كتابة تعليق لموضوع : مجزرة ضد الصحفيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net