أحزاب ولاءاتها بكل الإتجاهات عدا الولاء للعراق
فؤاد المازني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فؤاد المازني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الكلام ليس إفتراء أو كذب أو مغالطة بل حقيقة مرة تقطع أوصال الفؤاد فحين نستعرض واقع أغلب الأحزاب العراقية وعملها منذ أن طفحت أسماؤها على الساحة العراقية وطيلة الفترة السابقة نجد أن جميع بوصلاتها تتجه مؤشراتها خارج الحدود وبعضها ممن إدعاءاته أنه حزب عراقي ولد من رحم الواقع العراقي وليس له إمتداد وتبعية للخارج هذا ومن هم على شاكلته حزب لايستقر على حالة ثابتة بل تتأرجح تبعآ لرغبات ومصالح ونزعات أفراد من الحزب المهيمنة على رعاعه . كانت أغلب الأحزاب تحاول بشتى الطرق عبر وسائلها الإعلامية والدعائية أن تقوم بعمليات تمويه وكذب ودجل ونفاق وخلط أوراق بعدم إظهار خفايا إرتباطاتها الخارجية وبأساليب عديدة وبقيت على هذا الحال تخفي ضبابيتها عبر نوافذ ولاءاتها لهذه الجهة أو تلك ومع مرور الوقت ويومآ بعد يوم إنقشعت غيوم التبعية وحبك المؤامرات لتظهر الصورة الحقيقية وتبرز الخطوط التي تتحرك بموجبها أحزاب السلطة بالذات وبالشكل المباشر أو بالتأثيرات الغير مباشرة . ولو سلطنا الأضواء على تلك البوصلات وخطوط التوجيه ومسارات الإرتباط لأخذتنا الى دول الجوار الإقليمي للعراق بمعنى أن أحزاب السلطة العراقية كأنها روبورتات تتحرك بتوجيه وسيطرة وإستحكام من الخارج فضلآ عن الدور المفصلي الذي تلعبه سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وبالتالي هذه الأحزاب فاقدة لمقومات الولاء الوطني مادامت تعمل وفق مصالح وتطلعات وتوجهات دول أخرى مرتبطة بها فهناك من هو مرتبط إرتباطآ مباشرآ مع دولة إيران وخاضع حتى النخاع لها ولأوامرها ومنهم إرتباطه غير مباشر فقدم هنا وقدم هناك ومنهم من إرتباطاته مع دول الخليج العربي وبالذات دولة نجد والحجاز ومنهم مع التوجهات التركية في المنطقة ومنهم من وضع يده مع إسرائيل لتلبي طموحاته ورغباته السابقة والآنية والمستقبلية ومنهم من عقد العزم على الرضوخ لأمريكا وأوامرها حتى آخر أنفاسه ومنهم من لا ثبات له على موقف أو إتجاه تحركه مصلحته ولا يعير أهمية لأي شيء مادامت بعيدة عنه ولاتمس مصالحه الشخصية والحزبية وفي هذا البحر الهائج بالولاءات المتعددة والمتشابك بمصالح الأحزاب والمتلاطم بنزعات الهيمنة لاتشاهد أي ولاء وطني عراقي خالص من شوائب الولاءات الأخرى . في ظل هذه المشاهد المؤلمة والمقرحة يطرح تساؤل لجميع هؤلاء ولغيرهم ممن لا يعيرون أهمية ولا يبالون بالوضع الحالي ومتغيراته وإنتكاساته هل سمع أحدكم أو رأى مواطنآ إيرانيآ أو تركيآ أو خليجيآ أو أردنيآ أو سوريآ أو سعوديآ لا يكن الولاء لوطنه وشعبه ومصالح بلده بل ولاءه للعراق!! ؟ وبطبيعة الحال مستحيل ترى أمريكيآ أو إسرائيليآ ولاءه للعراق .. وهل يوجد على الكرة الأرضية في أي من دولها أحزاب تعيش في بلد وتحكم شعبه وتهيمن على ثروته وتقتات من خيراته وولاءاتهم ليست لبلدهم وشعبهم بل لدول أخرى ؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat