صفحة الكاتب : حسين علي الشامي

قمريو الوجوه فرسانُ السواتر
حسين علي الشامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لوحاتٌ من العزِّ، نسيمٌ من الكبرياءِ، منهجٌ من العفةِ والشرفِ، شاخصُ المبدأ جسدهم، هيبةُ الكبرياءِ ميزتُهم، عبقُ الوفاءِ عَنونهم، كأنهم البحرَ اذا هاجَ مدهُ، يأسرُ القلوبَ بجمالهِ وقوتهِ، كتبوا شرفَ النضالِ على صحفِ التاريخ، وميَّزوا السواتر بوجوههم المشرقةِ .
عتمةٌ أغرقتْ بلادهم بليلٍ طويلٍ دون قمرٍ ينيرُ لسائرهِ، ولا نجومَ تدلِّي سالكيه، فكانوا المنجدَ والمنقذَ من وحوشٍ خطفتْ القلوبَ وايتمتْ البراءةَ و الامانَ .
أشرقَ كفاحهم نوراً منع هذا الليلَّ السوداويَّ بكوابيسهِ من الاستطالةِ والبقاءِ، عكسَ الانسانيةَ بوجهها الحقيقيّ على ارضِ الواقعِ، ورغمَ كلِّ شيءٍ، رغمَ الموتِ الاحمرِ، رغمَ الضيمِ القاهرِ، رغمَ الرعبِ الفضيعِ .
نعم . رغمَ كلِّ شيء !!
كأنهم ممحاةٌ محتْ سوادَ جَورهم، وأصلحتْ ما عاثتْ أيديهم، و مطرقةٌ حطمتْ صخورَ الغيِّ، و كسرتْ قيودَ العتمةِ، عاهدوا ذويهم أن لا يجعلوا الايامَ تطولُ على تحقيقِ الوعدِ الموعودِ الذي قطعوهُ على انفسهِم ، فالموعدُ في ظلِّ الامانِ باتَ قريباً، سواعدهم كانت تحملُ اشلاءَ الوطنِ التي قطعتها طغمةُ الخيانةِ والغدرِ، ليرتِّقوا جراحَه ويطبِّبوها ليخفَّ الالمُ وينتهي الوجعُ .
الصبرُ مفتاحُهم، والاباءُ عزتُهم، والهدفُ غايتُهم، والحسينُ قائدُهم، كأنهُ يتقدمُهم، وعلى السواترِ يؤازرهُم، على هذا من المؤكدِ انَّ النصرَ حليفُهم، فهيهاتَ منّا الذلة تجذرتْ في اعماقِهم، و فزتُ وربِّ الكعبة شعارهُم، اجتمعتا كأنهما الدافعَ الذي يدفعُهم، والفرجَ الذي يُمنِّيهم، فهم ايوبَ اذا اشتدَّ الوطيسُ بصبرهم، ويعقوبَ إذا شدَّهُ الحنينُ لمحبوبهِ، ويوسفَ اذا عصفَ به المُ فراقِ يعقوبه .
ربَّاهُ ما هُم ؟!
كلها توقفتْ ! المعاني والكلمات.. تداخلتْ ، والحروفُ استشاطتْ، أَيُّها تستطيعُ ان تعطيهم حقَّهم، وأَيُّها يمكنها ان تُشخِّص مقامَهم ، فهم البدريون بنصرهِم وعزمِهم، و العاشورائيون بحلمِهم ووفائِهم.
لم يعتدوا، لم يقتلوا، بل كانوا يحامونَ ويدافعونَ، كأنَّ وجوههم اقماراً تنيرُ على السواترِ، لترسلَ إشاراتَ الوفاءِ لمن ينتظرهُم، يُنادوهم بصوتٍ رقيقٍ جئناكُم احبتَنا، انفُسنا، محررينَ، منقذينَ من بطشِ ذئابِ الليلِ السودِ، محطمينَ راياتَهم، منزلينَ فيهم عدلَ اللهِ شديدِ العقاب.
بتلك الوجوهِ القمريةِ تنورتْ السماءُ بعد طوِل انتظار، وشخصتْ الابصارُ نحوها مبتهجةً بفرحِ اللقاءِ، و أيُّ انتظارٍ.
انتظارُ الاخِ لأخيهِ، انتظارُ المحاصرِ من كل جانبٍ لمنقذيه، كأنّهُ انتظارُ غريقٍ لنسمةِ هواءٍ رقيقةٍ.
نعمْ .. انَّهم كلُّ هذا واكثر ؛ فهم صوتُ الحقِّ بغياهبِ الجبِّ اذ نُوديَ يوسفَ لا تخفْ، فإنَّا مُعِينِوكَ ورَاعُوكَ، فكانوا نِعمَ الراعي لأهليهم، ونِعمَ الملبِّي والمطيع لسيِّد فتوى العزِّ والشموخِ، جسَّدوها بحروفها، أطاعوا راعِيها بدموعِهم ودمائِهم ، فكانوا في ساحاتِ القتالِ أسوداً يتسابقونَ الى مضاجِعهم دونَ أدنى خوفٍ او وَجلٍ ؛ فهو إما موتٌ بعزٍّ او حياةٌ بشموخٍ، حياةُ النصرِ بفتوى النصرِ، ولم يُنسيهِم احتدامَ المعاناةِ انسانيتهم ، ولم تُنسيهم الايامُ الحمراءُ انفسَهم، فكانوا خيرَ من جسَّد الانسانيةَ، وخيرَ من كفكفَ المعاناةَ عن اهليهم، حتى تقدَّمَ الشبلُ ليجلبَ حجابَ بنتَ بلدهِ وهو يصيحُ بصوتٍ حانٍ لهذا خرجنا ولغيرِ هذا لم نخرجْ ..
نحنُ الحماةُ، ونحنُ العواطفُ التي تسقيكم احبتَنا عذبَ مائها السلسبيل ، ولن نسقيكُم ضيماً كما فعلَ اعداؤنا الخوارجُ في هذا الزمانِ وكلِّ زمانٍ.
سنوقفُ هذا النزيفَ، ونمنعُ هذا الظلمَ ونقضي على أيامَ العُتمةِ ، ببزوغِ فجرِ الفتوى المقدسةِ، لتهطلَ سماءُ الخيرِ على بلادنا ، وإن كلَّفنا الموتَ لأجلِ هذا، فقطراتُ دمائنا ثوراتٌ لا تتوقفْ ، ورياحُ خيرٍ لا تنتهي ، ورياضُ معرفةٍ و خلودٍ يُقطَفُ منها ازهارَ الفداءِ ، ليكونَ حَيُّنا فخرَ كلِّ الاحياءِ ، وشهيدُنا أسدٌ لمنبرِ التاريخِ تأخذُ منهُ الدنيا عبقَ فكرِها وتستلهمُ الانسانيةُ مفاخرَ عزَّتِها، هكذا أرجوزتُهم من أروعِ الأراجيزِ التي خلَّدها التاريخُ ليبقى رجالُ حشدِنا أقماراً تُنيرُ سماءَ أرضِ الرافدينِ .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين علي الشامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/14



كتابة تعليق لموضوع : قمريو الوجوه فرسانُ السواتر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net