• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : النجف عاصمة الثقافة الإسلامية .
                          • الكاتب : علي وحيد العبودي .

النجف عاصمة الثقافة الإسلامية

ما ان أُختيرت مدينة النجف الأشرف عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2012 في مؤتمر منظمة الثقافة الإسلامية الذي عُقد في أذربيجان قبل أعوام، حتى سارعت الحكومة الإتحادية لرصد ما يقارب 500 مليون دولار لإنجاح هذا الحدث الكبير من خلال إنشاء مشاريع واسعة ومراكز ثقافية وتجارية وبناء فنادق ضخمة للإحتفاء بمدينة الإمام علي (عليه السلام) وإظهارها بصورة رائعة تعكس أهمية هذه المدينة الإسلامية التي تحمل عمقاً تأريخياً كبيراً.
ومع الشروع والبدء بإنجاز هذه المشاريع بدأت وللأسف الجهات المشرفة على المشروع بتبادل الاتهامات بالفساد الاداري والمالي فيما بينها، متناسية اهمية هذا الملف في ابراز التراث الاسلامي والحضاري لمدينة النجف الاشرف.
ولا أحد ينكر وجود تخوف وشكوك لدى المواطن والمثقف العراقي من ان يطال الفساد الإداري والمالي المبالغ الضخمة التي خُصصت لمشروع النجف، على الرغم من النفي القاطع والمتكرر للسيد عدنان الزرفي محافظ النجف بعدم وجود ملفات للفساد أو اختلاس للأموال في المشروع. لكن الكثير من التداعيات حصلت خلال الأشهر القليلة الماضية وكان آخرها استقالة رئيس اللجنة الإدارية للمشروع في الإسبوع الماضي معللاً ان سبب استقالته يعود الى رفضه للتدخلات السياسية في هذا الملف.
فلقد اختيرت مدينة النجف الأشرف عاصمة للثقافة الإسلامية لا لأجل ان تُبنى فيها المشاريع والبنايات الحديثة بل هي مدينة العلم والثقافة وراعية العلماء ورجالات الدين، هذه المدينة تستحق منا أكثر من هذا المشروع. لنترك خلافاتنا جانباً ونعطيها حقها بين المدن الإسلامية لا ان نتبادل الإتهامات فيما بيننا دون ان نعي ان هذا المشروع هو نافذة حقيقية يجب استغلالها ليطلع من خلالها العالم على مدينة الثقافة والعلم التي كانت مركزاً ومحوراً مهماً في العالم الإسلامي.
يجب علينا ان نبتعد عن التجاذبات والخلافات السياسية التي تقف حجر عثرة امام  المشروع على اعتبار انه مشروع وطني يخدم العراق أولاً وأخيراً، بل علينا ان لانهتم فقط في الاعمار لإنني أعتقد ومن وجهة نظري المتواضعة ان الأولوية يجب ان تعطى لإحياء التراث الديني والإسلامي في هذه المدينة التأريخية.
نحن مع كل خطوة جادة وصحيحة تُطرح في الوقت الحاضر لإنجاح مشروع (النجف عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2012) والدعوات الأخيرة التي أعلنتها وزارة الثقافة تستحق الإشادة من خلال إعادة النظر في اللجان المشكلة ومطالبة وكيل وزارة الثقافة السيد طاهر الحمود الأطراف المنسحبة في المشروع إلى العودة للعمل مجدداً وحث الأطراف المشاركة في المشروع إلى التكاتف والتآزر لإظهار المهرجان بالشكل الذي يتناسب مع أهمية هذه المدينة وقدسيتها.
من المؤكد ان حضارة وتأريخ هذا البلد تستحق منا ان نعمل ليل نهار، ليرى العالم ان مدينة النجف ليست وحدها عاصمة الثقافة الإسلامية، بل ان مدن العراق الحبيب جميعها عواصم للثقافة الإسلامية والأدب والفنون.
 
alikhassaf_2006@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10115
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3