الخلق الجديد الناتج من الخلق الاساسي وهم ولدان لآدم خاضا صراع دموي اسفر عن قتل هابيل على يد اخاه قابيل ولغرض تمحورت اسبابه على عدة اوجه من التفسيرات، نقتص منها تنويها يؤكد ان البشر مفسدين بشهادة اهل السماء قبل اهل الارض ، وان شخصية هذا الانسان( آدم) جاءت ضمن تجارب تواجد البشرية حيث شهدت شخصية آدم بعض من التغييرات التي طرأت عليها لتعتاش مع المحيط الموضب مسبقاً لزرعها وسط نتائج مذهلة مرسومة باتقان وتمعن ومن الضروري هنا ان نؤكد على مسألة التجربة لان الله جل ثنائه لم يبني الارض مرة واحدة بناتج رآه تبارك وتعالى مثالياً يليق بمقام عزته وشأنه بل وضع عدة تجارب على الارض حتى وصل الى النتيجة المثلى التي سبقت كل التجارب الحاصلة في عملية بناء الارض، والنتيجة هنا عكسية مغايرة لنظريات البشر لانهم مدمرون عابثون يقتطعون المعرقلات ويوسعون بلا وعي ويحتلون بلا حدود كما ويخصخصون ما تدب عليه ارجلهم وينسبونه لهم بلا شروط تذكر او قوانين بينما الخلق الذي شيد بحرفية عالية جاء سبباً رئيسياً لتشريع قوانين تعمل على البناء والتقدم كما وضع لكل شيء مهمة ، دوران الارض حول نفسها ينتج ليلاً تغمض فيه الاعين تلقائياً وينتج عن ظهور القمر ظاهرة المد والجزر كما تعمل الشمس حين بزوغها على تسريب الشعاع داخل النباتات لصناعة المادة الغذائية الخضراء وتعمل على تبخير المياه لتحويلها الى امطار بعد عملية ضغط لتروي بقاع الارض ، هذا النظام المعقد التصميم والذي وجد سبباً واحد سبل اكمال مسيرة الحياة لايمكن للانسان القضاء عليه او احتجازه ضمن محيطه الشخصية لان سعة الارض والسماء لم تعطي فرصة لهذا الكائن الذي يقاس بالسنتمتر(الانسان) ان يتجبر بقدرته ويصل الى سبيل لوضع الكون تحت تصرفه.
من منطلق نشأت الكون العظيم وصولاً الى الخلق المتنوع رأينا بناءاً على المحيط الملتف حولنا ان لكل قانون قاعدة بني على اساسها ، القوانين متشابهة الا ان مسألة الطريقة في المعيشة تختلف عن بعضها البعض لنرى ان عظمة الخالق جاءت في اضعف خلقه وهو النمل، هذا الخلق الذي يمتلئ بالفكر والتصرف والعمرانية وهو نموذج حي لكل قائد بحاجة الى افكار تخدم مجتمعه يعيش هذا النمل على شكل مجتمعات منظمة هدفها واحد وعملها واحد تحت امرة سلطة حاكمة لاتعرف الاستبداد ولا الظلم ولا المشاورات والاستشارات لان اوامرها تتخذ باتقان وحكمة ودراية وهي بالاساس من الطبقة العاملة وتمتاز بالتواضع في التعايش لانها في كل مكان اما النحل وهو الخلق الآخر المملوء بالدقة والاتقان ايضاً يعيش على شكل مجتمعات وكلها مقيدة بقوانين منظمة ولديها القابلية على التضحية بنفسها من اجل حماية مجتمعها وهي بعيدة كل البعد عن روح التكبر والتمظهر والجري وراء المسميات والتصورات والخيالات الباهتة وهذه الامور قد تودي بالمستعمرة الى الهلاك، لذا فان البشر وسائر الكائنات لاتختلف عن النفس الاخرى من الشخصية سوى التصميم وكلها تحمل عقلاً يحوي تصرفاتها دون ان تذهب الى سواحل الخيال العلمي والخروج عن نطاق المألوف.
لعل هذه المجتمعات المتناولة في موضوعنا تحمل افكاراً ملموسة لواقع المجتمعات المتنوعة الا انها لاتحمل منهجية المحاصصة في ادارة شؤون الدولة لان الحاكم واحد والوزراء هم من الحراس الشداد مهمتهم تقتضي على حماية المجتمع العمالي وليس تسويف اوامر متطلبات المجتمع والمراوغة في تنفيذها، هذا المجتمع المتراصف والمحكم القوانين لم يشهد صراعاً سياسياً اثر على مسيرته العمالية المتواصلة ليلاً ونهاراً ولم يجعل معه شركاء دخلاء او شارك حكام آخرين بشؤونه الداخلية ، ليصبح قوة جبارة بكادر صغير بامكانه اقتلاع الصلب من احشاء الارض دون تدخل آلات وادوات بل بادواته البسيطة لكن بالعمل الجماعي واحتواء الفكرة من كل جوانبها كي لا يسقط في شباك الخطأ او يذرف وقتاً اضافياً.
m_alkndee@yahoo.com |