• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الهوية الذاتية للإمام علي (ع) .
                          • الكاتب : مرتضى علي الحلي .

الهوية الذاتية للإمام علي (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
 
إنّ الحديث عن الامام علي /ع/ هو أمر صعب مُستَصعَب فهو غني عن التعريف ولكن لنتعرف عليه بالقدر الممكن فهو أول أئمة أهل البيت /ع /وهو الخليفة الشرعي بعد رسول الله ص بلا فصل وهو أبو الائمة المعصومون  /ع /
وهو أول من أمن برسول الله /ص/ وكان يحمل لواء الرسول الأكرم/ ص / في السلم والدفاع عن الاسلام والتاريخ يشهد بذلك والقلم يعجز عن الكتابة عن شخص علي /ع/ المقدس ذلك اللغز المقدس الذي لايعرفه الاالله والرسول الأكرم محمد/ص/.
 
 
  كانت ولادته / ع /قد تمت في داخل الكعبة الشريفة في /13 رجب الحرام بعد عام الفيل بثلاثين عاما
 
قال ثقة الإسلام الكليني ( رحمه الله ) :
 ولِدَ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعد عام الفيل بثلاثين سنة ، وقتل في شهر رمضان لتسع بَقينَ منه ليلة الأحد سنة أربعين من الهجرة ، وهو ابن ثلاث وستين سنة ، بقي بعد قبض النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثين سنة . وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وهو أول هاشمي ولده هاشم مرتين . 
 إنظر/ الكافي/الكليني/ج 1 /ص 452  .
 
 وقال المحقق الإربلي :
 ولم يُولَد في البيت الحرام أحد سواه قبله ولا بعده ، وهي فضيلة خصه الله بها إجلالا له وإعلاء لرتبته وإظهارا لتكرمته . 
                                                إنظر/ كشف الغمة  /الأربلي/ج 1 /ص 81
 
 
 وقال السيد الرضي ( رحمه الله ) : ولم نعلم مولودا في الكعبة غير علي ( عليه السلام ) . 
 
وقال السيد المرتضى ( رحمه الله ) : لا نظير له في هذه الفضيلة .
 
 وقال الطبرسي : لم يولد قط في بيت الله تعالى مولود سواه لا قبله ولا بعده.  
 
إنظر/الغدير/العلامة الأميني /ج 6 /ص 24 
 
 
 
وقال السيد جعفر العاملي:
 
 لقد ورد أنه عليه الصلاة والسلام قد ولِدَ في جوف الكعبة أعزها الله ، في يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر رجب .
 وأن هذه فضيلة اختصه الله بها ، لم تكن لاحد قبله ، ولا بعده ، وقد صرح بذلك عدد كبير من العلماء ، ورواة الأثر ، ونظمها الشعراء والأدباء .
 وذلك مستفيض عند شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، كما أنه كذلك في كتب غيرهم ،
 
 حتى لقد قال الحاكم وغيره :
 ( تواترت الاخبار : أن فاطمة بنت أسد ، ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في جوف الكعبة . . . ) .
                            
وصرح بأنه لم يولد فيها أحد سواه عدد من العلماء والمؤرخين
 
 
 ويقول السيد الحميري ، المتوفى في سنة 173 ه‍ :
 ولدته في حرم الاله وأمنه ...والبيت حيث فناؤه والمسجد
 بيضاء طاهرة الثياب كريمة..... طابت وطاب وليدها والمولد 
في ليلة غابت نحوس نجومها ....وبدا مع القمر المنير الأسعد
 ما لف في خرق القوابل مثله... إلا أبن آمنة النبي محمد
 
 
 
 ويقول عبد الباقي العمري :
 أنت العلي الذي فوق العلى رفعا... ببطن مكة وسط البيت إذ وضعا 
ولكن نفوس شانئي علي ( عليه السلام ) ، قد نفست عليه هذه الفضيلة التي اختصه الله بها 
 
 
 
وأعتقدُ قاطعا إنما تشرفت الكعبةُ بصيرورتها رحِما وموضعا وضعت فيه أم الإمام علي /ع/ فاطمة بنت اسد وليدها الإمام  المعصوم علي /ع /
ترميزا وتلويحا لقداسة علي /ع/   وإشعارا بأنّ علياً صاحب شأنٍ عظيم وهو من سيُطهر الكعبة من أصنام المشركين
ولذا لُقِّبَ /ع/ بمُكسّر الإصنام في فتح مكة
وهو القائل /ع/ عن نفسه:
(أنا مُكّسر الأصنام)
                                                       
إنظر/ينابيع المودة لذوي القربى/القندوزي /ج3/208.
 
 
 وقد ورد في فقرات الزيارة الخاصة به/ع/:
(السلام على مُكسِّر الأصنام )
بحار الأنوار/المجلسي/ج99/ص200.
  
 
هذا من جهة ومن جهة أخرى إنّ الكعبة كانت رامزا للتوحيد الألهي مذ آدم /ع/ وإلى نبوة محمد/ص/ ولكن المشركين لوثُوا التوحيد بوثنيتهم 
 
فجاءت ولادة علي /ع/ في جوف الكعبة إيذانا بإرجاع الأمور إلى نصابها القويم
 
 
فعلي/ع/ هو مصداق توحيد الله تعالى بإمامته المجعوله ربانيا بعد ختم نبوة محمد/ص /
وهو رامز الإيمان كله.
 عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : 
لما برز علي/ع/  إلى عمرو بن عبد ود :
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : برز الايمان كله إلى الشرك كله .
 فلما قتله قال له : أبشر يا علي ، فلو وزن عملك اليوم بعمل أمتي لرجح عملك 
.ينابيع المودة لذوي القربى/القندوزي/ج1/ص281.
 
 
 
وهو/ع/ بوصلة الإمامة الإثني عشرية ومنه إنبثقت سلسلة المعصومين/ع /
 
ولعلم الله تعالى الأزلي بأنّ علياّ/ع/ سيُهمّش  دوره  ويُستَضعَفُ في حقه  بعد رحيل النبي محمد/ع /
أعطاه تعالى هذه الميزة التي لم ينلها لانبي ولا وصي لا من قبله ولا من بعده.
وهو القائل:ع: حين:
 
 ((مر علي عليه السلام على قبر النبي محمد صلى الله عليه وآله فقال :
 (( يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني))
الإختصاص/المفيد/ص186.
 
 
 فالصديقة مريم بنت عمران حينما جائها المخاض أُمِرتَ بالخروج من بيت المقدس وهي معصومة وأم لنبي /ع/ عيسى/ع/
فقال الله تعالى بشأن ذلك:
        (( فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً))/مريم23
 
ولكن الحال مع أم علي/ع/ فاطمة(رضوان الله تعالى عليها)   يختلف تماماً فعندما ضربها الطلق لاذت ببيت الله تعالى   ودخلت في جوف الكعبة لتلد حيدر /ع/.
 
فجاء أبو طالب الى الكعبة الشريفة وأدخلها فيها ثم قال لها إجلسي وخرج عنها فرفعت السيدة فاطمة يدي الضراعة الى العلي الأعلى سبحانه قائلة:
 
 
((ربي إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل /ع/ وأنه بنى البيت العتيق فبحق الذي بنى هذا البيت والمولود الذي في بطني إلاّ ما يسّرتَ علىيّ ةلادتي))
إنظر/كشف الغمة/الأربلي/فصل ذكر الإمام علي/ع/.
 
ولم يمضِ على فاطمة غير ساعة حتى أعلنت أنها قد وضعت ذكرا وهو أول مولود ولِدَ في الكعبة المشرفة ولم يُولَد فيها بعده سواه تعظيما له/ع/ من الله تعالى وإجلالا.
الغدير/الأميني/ج6/ص22.
 
 
 
 
فما حصل مع ولادة علي/ع/ يعطينا قراءة ربانية عظيمة تكتنف صفحاتها قدسية شخصٍ مثل علي/ع/ وإلاّ ما الحكمة من ذلك بخصوص علي/ع/  
 
فهناك من هو أعظم منه وهو رسول الله /ص/ فلماذا لم تلده أمه /ع/ آمنه في جوف الكعبة 
وكذا الحال مع أي نبي أو وصي/ع/؟/.
 
إنّ كل تلك المرتكزات العَقَديّة والدينية تستحق الدراسة والتأسيس عليها منهجا وفكرا وسلوكا.
 
 
 
 
 
 
 
(والده ) /رئيس مكة /ابوطالب بن عبد المطلب بن هاشم        : 
 
 وأبوطالب هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم  ذلك الدرع الواقي للرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله )  
   ولقد شمّرَ عن ساعد الجد في الدفاع عن ابن أخيه الرسول الأكرم محمد/ص/ منذ طفولته وحداثة سنه وبلوغه وحتى قبل بزوغ شمس الرسالة وبعدها إلى يوم وفاته ( عليه السلام )
 حيث كان كالسد المنيع يحول بينه وبين المشركين ، تلك القوة الوثنية الهائلة التي كانت تحكم الجزيرة العربية بالحديد والنار ، وتمسك بمقدراتها ، 
 وبين تحقيق أهدافها الضالة في وأد رسالة السماء ومن يؤمن بها في مهدها 
ولأبي طالب(رضوان الله تعالى عليه)  مواقف مشهورة ومشهودة في تصديه للدفاع عن الرسالة فوق التصور ، وقفها مدافعا بكل ما يملك من قوة دون ابن أخيه ورسالته إلى آخر نفس 
ولم يزل الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ممنوعا من كل اعتداء ، حتى توفي أبو طالب ( عليه السلام ) ، فقد هاج المشركون في مكة ، وأجمع طواغيت قريش على الفتك به 
وعنه قال الذهبي:
(مؤمن قريش وعم النبي وحاميه ومدافعيه . . ان ابا طالب كان يحب النبي ويحوطه وينصره . . ويصدقه فيما يقول . . ويأمر أولاده جعفر وعلي باتباعه . . . وقد أوصى قريشا باتباعه . . وقال أبو طالب ( للنبي ) فوالله لا أسلمك لشيء أبدا . . ))
 /إنظر/ ميزان الاعتدال/ الذهبي / ج 1 /ص 45.
 
 
 
 
 
 
 
(أمه )/ع/ هي   فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف . وهو أول هاشمي في الإسلام   من هاشميين .
المقنعة/المفيد/ص 461.
 
وقال النبي محمد( صلى الله عليه وآله ) في حقها (رضان الله تعالى عليها)
 (( فاطمة أمي بعد أمي)) .
انظر/ الإمامة والسياسة /ابن قتيبة الدينوري /ج 1 /ص 75
                                                                       
و قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
إن فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كانت أول امرأة هاجرت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من مكة إلى المدينة على قدميها ، وكانت من أبر الناس برسول الله ( صلى الله عليه وآله )
 .إنظر/الكافي /الكليني/ج1/ص453.
 
 
وعن أبي عبد الله (الإمام الصادق) عليه السلام  أيضا أنه  قال :
 إن فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين عليه السلام كانت أول امرأة هاجرت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من مكة إلى المدينة على قدميها إلى أن قال :
 وقالت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني أريد أن أعتق جاريتي هذه فقال لها :
 إن فعلتِ أعتق الله بكل عضو منها عضوا منك من النار ، فلما مرضت أوصت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمرت أن يعتق خادمها واعتقل لسانها ، فجعلت تؤمي إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إيماء ، فقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وصيتها.  
 
الحدائق الناظرة/المحقق البحراني/ج22/ص 635.
 
 
 
وقال العلامة الإربلي في كشف الغمة :ج 1 /ص 82 :
 وكانت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بمنزلة الأم ، ربتة في حجرها وكانت من السابقات إلى الإيمان وهاجرت معه إلى المدينة ، وكفنها النبي ( صلى الله عليه وآله ) بقميصه .
 
 
 فكانت فاطمة بنت أسد بحق  كالأم لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رَبيَ في حجرها
 وكان ( صلى الله عليه وآله ) شاكرا لبرها ، وآمنت به في الأولين . . . 
وكفنها النبي ( صلى الله عليه وآله ) بقميصه . . . وتوسد في قبرها . . . . ولقنها الإقرار بولاية ابنها أمير المؤمنين . 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11203
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29