• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : السيستاني .. مرجعية الإنتصارات ! .
                          • الكاتب : نجاح بيعي .

السيستاني .. مرجعية الإنتصارات !

كثُرت وتفاوتت القراءات التي تناولت خطبة " النصر" في جمعة 15/12/2017م . فبقدر ما كانت قرّة أعين العراقيين , لأنها كانت إيذانا ً بطيّ أقسى صفحة سوداء مرّ بها العراق , وبشارة لنصر عظيم خطّته يد المرجعية العليا بفتوتها الجبارة لقتال تنظيمات عصابات داعش .كانت نكسة مُحبطة لمعظم الأطراف السياسية . والسبب أن الخطاب كان على إيجازه , يحوي على مضامين ثرّة غنيّة سيلقي بظلاله على المشهد السياسي العراقي الحالي شئنا أم أبينا , وسيستمر الى ما بعد الإنتخابات القادمة , كما وسيبقى الخطاب معيناً ينهل منه كل مُريد توّاق لبناء الدولة العراقيّة, وحفظ هيبتها على كافة المستويات . وهذا بالطبع يجري على غير ما تريد سفن السياسة والسياسيين وتهوى . خصوصا ً وأنهم لا يزالون يقبعون بنظر المرجعيّة العليا في دائرة الإتهام , حيث حمّلتهم مسؤولية تردي أوضاع العراق خلال سنيّ التغيير الأربعة عشر , فسادا ً وإفسادا ً ونهبا ً وسلبا ً , تكريسا ً وممارسة حتى أفضى الأمر الى أن غزت داعش العراق . وتكميلا ً حذّرت ( المرجعية العليا ) العراقيين من محاولات استغلالهم العنوان " المقدس" لمقاتلي الفتوى , لمآرب سياسية وحزبية رخيصة , يؤدي بالتالي لأن يلحق هذا الصرح الذي قام واستطال بدماء الشهداء الزكية ويحلّ به ( ما حلّ بغيره من العناوين المحترمة نتيجة للأخطاء والخطايا التي ارتكبها مَن ادّعوها ).
فلا غرو أن نرى السياسيين ومن خلال ماكنتهم الإعلامية واقلامهم المأجورة وجيوشهم الإلكترونية , وهم يقرأون خطاب المرجعية قراءة مُحرّفة وملتوية ومدلسة لا تخلو من المصلحة . فعمدوا الى تفكيك وتجزئة الخطاب ليسهل إبراز ما يوافق المصلحة السياسية والحزبية وغيرها , والتغافل والتعامي عن غيرها حتى لو كانت على غير ما تريد وتشير اليه المرجعيّة العليا . مع أن خطاب المرجعية العليا كـل ٌ لا يتجزّأ أبدا ً . كالتركيز مثلا ً على فقرة ( أن النصر على داعش لا يمثل نهاية المعركة مع الإرهاب والإرهابيين ) من خطبة النصر . والتغافل عن فقرة (إن المعركة ضد الفساد لا تقلّ ضراوة , عن معركة الإرهاب إن لم تكن أشد وأقسى ) من ذات الخطبة . والسبب بسيط هو أنّ في الأولى بقائهم وفي الثانية زوالهم !.
ويرجع سبب هذه المواقف السلبية , ربما الى مقدمتين إثنتين ونتيجة . تضمنهما خطابين منفصلين للمرجعية ,يفصل الأول عن الثاني حقبة تاريخية قدرها ( ثلاث سنين وستة اشهر ويومان ) هي الفترة بين فتوى الجهاد الكفائي في 13/6/2014م وخطاب النصر في 15/12/2017م . بين الذلّة والعزّة . بين الإحتلال والتحرير . بين تهديد الأمن والعرض والمقدسات وبين صونها . بين الإنكسار والإنتصار . حتى باتت مرجعيّة السيد " السيستاني " بحق مرجعيّة الإنتصارات شاؤوا أم أبوا !.
ـ المقدمة الأولى: 
هو ما جاء في الفقرة رقم ( 4 ) من خطبة فتوى الجهاد في 13/6/2014م . حيث وجّهت المرجعية العليا ندائها ( بعد غزو داعش لمحافظات العراق وعجز الحكومة التام عن الرد آنذاك ) الى أبنائها في القوات المسلحة حصرا ً وقالت:(.. فيا أبناءنا في القوات المسلحة أنتم أمام مسؤولية تاريخية ووطنية وشرعية .. وفي الوقت الذي تؤكّد فيه المرجعية الدينية العليا دعمها وإسنادها لكم تحثّكم على التحلي بالشجاعة والبسالة والثبات والصبر، وإنّ من يضحّي منكم في سبيل الدفاع عن بلده وأهله وأعراضهم فإنّه يكون شهيداً ..) وأردفت الكلام مناشدتها للشعب العراقي وقالت :( والمطلوب أن يحثّ الأبُ ابنه والأمُّ ابنها والزوجة زوجها على الصمود والثبات دفاعاً عن حرمات هذا البلد ومواطنيه )! .
ـ ويُستفاد منها أمور منها : حث الشعب للتطوع . والتطوع الى القوات المسلحة الرسمية حصرا ً . وأن مَن يضحي مِن مقاتلي القوات المسلحة يكون شهيدا ً .
https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=164
ـ المقدمة الثانية: 
وهو ما جاء في بعض الفقرات الأولى من خطبة النصر في 15/12/2017م حيث وجّهت المرجعية العليا إشادتها الى ذات أبنائها في القوات المسلحة . ووصفتهم بالأبطال فقالت(.. يا أبطال القوات المسلحة بمختلف صنوفها وعناوينها ، إن المرجعية الدينية العليا صاحبة فتوى الدفاع الكفائي ,التي سخّرت كل امكاناتها وطاقاتها في سبيل إسناد المقاتلين وتقديم العون لهم .. لا ترى لاحدٍ فضلاً يداني فضلكم ولا مجداً يرقى الى مجدكم في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي المهم ، فلولا استجابتكم الواسعة لفتوى المرجعية وندائها واندفاعكم البطولي الى جبهات القتال .. لما تحقق هذا النصر المبين ، فالنصر منكم ولكم واليكم وأنتم أهله وأصحابه فهنيئاً لكم به..)!.
ـ ويُستفاد منها أمور منها: أن المرجعيّة العليا هي صاحبة الفتوى وليست جهة غيرها. أن الحرب حربها ضد داعش . وأنها هي مَن رعت وأعانت وساندت وسخرت كل إمكانياتها لدعم المقاتلين . وأن القوات المسلحة وبضمنهم المتطوعين ممن لبّوا الفتوى, قد استجابوا لندائها .تحقيق الغرض من الفتوى بدحر داعش . صون وحفظ هيبة الدولة بكل مؤساساتها . 
https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=359
ـ النتيجة : أن المرجعية العليا ماضية بخطاب يسير على وتيرة واحدة ـ فتوى + متطوعين للقوات المسلحة + دعم منها لهم + نصر!. فمن الأولى لها أن توجه الباقين بحكم فضلها ومنّها ( حكومة ومؤسسات وكل فعاليات الدولة العراقية ) الوجهة الصحيحة لما يضمن ديمومة النصر , ولحفظ الدولة ومؤسساتها, حتى وإن جاءت على غير رغبة أطراف سياسية فاعلة . لذا نراها قد دعت المنظومة الأمنية لقبول مَن ساندوها من متطوعي الفتوى في صفوفها , وفق الضوابط الدستورية والقانونية . ودعت الجميع الى حفظ وصون (العنوان المقدس)للمتطوعين ,وهو عنوان سامي لا يدانيه مكانة لأي حزب أو تيار سياسي . وحذّرت من استغلاله سياسيا ً لئلا (يحلّ بهذا العنوان المقدس ما حلّ بغيره من العناوين المحترمة نتيجة للأخطاء والخطايا التي ارتكبها من ادّعوها ) وهو ما تضمنته الفقرة ثانيا ً وخامسا ً من خطبة النصر لمرجعية الإنتصارات !.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=112722
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 12 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19