• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الدين والعلم.  .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

الدين والعلم. 

شرط الله تعالى أن يكون الرد مرتكزا على (العلم) وحده وليس شيء آخر ، ولذلك نراه في كثير من الآيات يطلب من خلقه جميعا ان يتكلموا معه (بعلمٍ) ثم يصفهم بالصدق إن فعلوا هم ذلك فكان تعالى يطلب منهم ذلك على الدام كقوله : ( نبئوني بعلمِ إن كنتم صادقين).(1)
فجعل الصدق مُلازما للعلم . ولكن أيُ علمٍ نختار فالعلوم كثيرة جدا لربما اكثر من عدد البشر على هذه الأرض ولذلك قالت الحكماء : (ما أكثر الشجر! وليس كلها بمثمرِ، وما أكثر الثمار! وليس كلها بطيب، وما أكثر العلوم! وليس كلها بنافع، وما أكثر العلماء! وليس كلهم نافع). 
فكثير من العلماء كالأشجار التي لا تصلح إلا أن تكون حطبا. وقد سُئل إعرابي من أسوأ الناس حالاً؟ فقال: (عالم يجري عليه حكم جاهل). وسئل رسول الله (ص) عن شر الناس قال:(العلماء اذا فسدوا ألا إن شر الشر، شرار العلماء، وإن خير الخير، خيار العلماء).وقال (ص) : (ويل لاُمتي من علماء السوء، يتخذون هذا العلم تجارة يبيعونها من اُمراء زمانهم ربحاً لأنفسهم، لا أربح الله تجارتهم). وقيل لعالم كان عارفا بأحوال الناس . كيف عرفت الناس ؟ فقال : ( ما قرأت كتاب رجل او استمعت إلى كلامه إلا عرفت مقدار عقله). 
ولذلك عندما يتم مدح عالم يُقال له : (كان الفهم منه ذا أذنين، والجواب ذا لسانين). ومن هنا فإن الله إذا أراد بعبدِ خيرا فقّههُ في الدين وإذا استرذل عبدا حضر عليه العلم كما في الحديث : (إن الله إذا استرذل عبداً حظر عليه العلم).

وفي عالم الشجاعة والرجولة والفحولة والبطولة فإن اسهل طريقة لقهر الأعداء هي (العلم) فقال سيّد الشجعان علي ابن ابي طالب عليه السلام : (إذا أردت أن تقهر عدوك فازدد علما). فجعل العلم سلاحا لا يُقهر.

وخير دليل على أن الخراب الذي يعم العالم اليوم كان سببه علماء فاسدون ظهروا ابتداءا من عصر النهضة الذين جاؤوا بأفكار مدمّرة ونظريات مخربة للعقل الانساني ووقفوا وراء كل السياسات الفاسدة التي تحكم العالم ومنظماته الدولية ويقفون وراء تصنيع اسحلة الشر والدمار المرعبة التي تُهدد الكرة الأرضية ومن عليها.فيحتكرونها لأنفسهم ، ويمنعون غيرهم من صنعها للدفاع عن انفسهم. 
ومن لم يذق مُر العَلُّمِ ساعةً ــ تجرع ذُل الجهلِ طُول حياتِهِ 
ومن فاتهُ التعلِيمُ وقت شبابهِ ـــ فكَبِّر عليه أربعاً لِوفاتِهِ 
وذاتُ الفتى والله بالعِلمِ والتُّقى ـــ إذا لم يكونا لا اعتِبارَ لِذاتِهِ. 
1- سورة الانعام آية : 143.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=114011
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 01 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2