س١/ كيف تجدُونَ مُستقبلِ العلاقاتِ بين بغداد والرِّياض بعد الإِنتصار النَّاجز على الإِرهاب؟.
ج؛ لا يختلف إِثنان على أَنَّ الانتصار النَّاجز الذي حقَّقهُ العراقيُّون في حربهِم على الإِرهاب أَهَّلهُم، ومن موقع القوَّة والقُدرة، لأَن يعيدُوا موقع العراق ودورهُ الإِقليمي والدَّولي إِلى أفضل ممَّا كان عَلَيْهِ في أَيَّة فترةٍ زمنيَّةٍ من الفترات السَّابقة، وخاصَّةً خلال العقود الماضيةِ عندما أَلغت سياسات نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين العبثيَّة دورهُ بالكامل وأَخرجتهُ من المنظومة الإِقليميَّة والدَّوليَّة!.
الأَمر الذي يدفع بدولِ الجِوار خاصَّةً على التَّسابق للتقرُّب مِنْهُ بشَكلٍ وآخر، ولا تشذُّ الرِّياض عن هَذِهِ المُعادلة، فهي إِذ تشعر الآن بخطئِها الفضيع إِزاء ما ارتكبتهُ بحقِّ العراقِ الجديد منذُ التَّغيير وإِلى وقتٍ قريبٍ عندما ناصيتهُ العداء بسببِ سياساتِها التكفيريَّة الطَّائفيَّة ومواقفها السلبيَّة تجاههُ والتي ارتقت في فتراتٍ زمنيَّةٍ إِلى العدائيَّة التدميريَّة المُفرطة! تحاول الْيَوْم ترميم العلاقةِ معهُ من خلالِ تقديم صورةٍ جديدةٍ لها تقولُ أَنَّها تسعى لطيِّ صفحةِ الماضي.
نترقَّب بحذرٍ ونُراقب عن كثبٍ لنصدِّق بتردُّدٍ!.
س٢/ ماذا يجب على الرِّياض أَن تقدِّمهُ للعراق كتعويضٍ عن كلِّ ما جرى بسبب إِعلامهِم الطَّائفي وفتاواهم التكفيريَّة التي حرَّضت على الإِرهابِ بشَكلٍ مباشرٍ؟!.
ج؛ لا أَحدَ يجهلُ أَن الرِّياض قادت حرباً شعواء ضدَّ العراق الجديد منذ التَّغيير عام ٢٠٠٣ وعلى مُختلفِ الأَصعدة، أَمنيّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً واعلاميّاً وديبلوماسيّاً! فهي التي قادت حرب الإِرهاب ضدَّ العراقيِّين بالفتاوى التكفيريَّة وأَموال البترودولار وبتغطيةٍ إِعلاميَّةٍ طائفيَّةٍ واسعةٍ جدّاً، حرَّضت أَكثر من [٥ آلاف] تكفيري غُسلت أَدمغتهُم من [السَّعوديَّة] فقط لـ [الهجرة] الى العراق وتنفيذ أَبشع الجرائِم بحقِّ الشَّعب!.
ولذلك فإذا أَرادت الرِّياض أَن تَقنعَ العراقيِّين بأَنها مصمِّمة هذه المرَّة على تغيير مواقفِها وأَنَّها تتمنى للعراقِ الخَير فيجب عليها أَن تعوِّضهم عن كلِّ الخسائر التي لحِقت بهِم، فتعوِّض أُسر الضَّحايا [مليُون دولار] عن كلِّ شهيدٍ وجريحٍ ومعوَّقٍ بسببِ الإِرهاب، كما يجب عليها أَن تدفعَ تعويضاتٍ عن الدَّمار الهائل الذي لحِق بالمُدن والبُنى التحتيَّة جرَّاء الارهاب.
لماذا تعوِّض الرِّياض أُسر ضحايا الحادي عشر من أَيلول في الولايات المتَّحدة ولا تفعل الشَّيء نَفْسَهُ مع ضحايا إِرهابهُم في العراق؟!.
فعلى الرَّغمِ من كلِّ الرَّشاوى التي دفعتها هنا في واشنطن لتجميدِ قانون [جاستا] ومن أَجلِ إِسقاط مئات الدَّعاوى القضائيَّة التي رفعتها أُسر الضَّحايا ضدَّ [آل سَعود] إِلّا أَنَّ القضاء الأَميركي أَسقط كلَّ محاولاتهِم عندما رفضَ قاضي التَّحقيق الاتِّحادي في نيويورك الأُسبوع الماضي قراراً رفض فيه إِسقاط أَيَّة دعوى مُقامة من قِبل أُسر الضَّحايا ضدَّ الرِّياض في المحاكِم الأَميركيَّة! علماً بأَنَّ التَّعويضات المُتوقَّعة تصل إِلى [٢ ترليون] دولار!.
والتَّعويضات لا علاقةَ لها بنوعيَّة العلاقات بينَ البُلدان، فالرِّياض تدفع تعويضات إِلى واشنطن وهي الحامي الأَساس لها! والحليف التقليدي! والعراق يدفع تعويضات للكُويت وهُما بَلدان جاران تحسَّنت علاقتهُما بشَكلٍ جذريٍّ بعد سقُوط نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين! ولازالت أَلمانيا تدفع تعويضات لضحايا النَّازيَّة لعددٍ من الدُّول الأُوربيَّة!.
إِنَّ التَّعويضات هي أَبسط ما يمكنُ أَن تفعلهُ الرِّياض للتَّكفير عن سياساتِها الخاطِئة بحقِّ العراقيِّين.
والتَّعويضات أَمرٌ مُتعارفٌ عَلَيْهِ في كلِّ دُول العالم، فعادةً ما يُبادر [أَو يُجبر] السَّبب على تعويض الضحيَّة كحقٍّ من حقوقهِ الطبيعيَّة، فلقد شهِدنا مثلاً كيف حكم القضاء البريطاني مؤخَّراً بالتَّعويض لصالح عراقييِّن تعرَّضوا للعُنفِ على يدِ جنودٍ بريطانيِّين خدمُوا في العراق!.
إِنَّهُ قانونٌ شرعِيٌّ [الدِّيَّة] ودَوليٌّ!.
ينبغي تشريع قانون تجريم [الرِّياض] ليتسنَّى للمحاكِم العراقيَّة إِستقبال شكاوى أُسر الضَّحايا!.
٣ نِيسان ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
|