صفحة الكاتب : نزار حيدر

التَّعوِيضاتُ قَبْلَ أَيَّةِ عِلاقةٍ مَعَ [الرِّياضِ]! الجُزءُ الأَوَّل
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   س١/ كيف تجدُونَ مُستقبلِ العلاقاتِ بين بغداد والرِّياض بعد الإِنتصار النَّاجز على الإِرهاب؟.
   ج؛ لا يختلف إِثنان على أَنَّ الانتصار النَّاجز الذي حقَّقهُ العراقيُّون في حربهِم على الإِرهاب أَهَّلهُم، ومن موقع القوَّة والقُدرة، لأَن يعيدُوا موقع العراق ودورهُ الإِقليمي والدَّولي إِلى أفضل ممَّا كان عَلَيْهِ في أَيَّة فترةٍ زمنيَّةٍ من الفترات السَّابقة، وخاصَّةً خلال العقود الماضيةِ عندما أَلغت سياسات نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين العبثيَّة دورهُ بالكامل وأَخرجتهُ من المنظومة الإِقليميَّة والدَّوليَّة!.
   الأَمر الذي يدفع بدولِ الجِوار خاصَّةً على التَّسابق للتقرُّب مِنْهُ بشَكلٍ وآخر، ولا تشذُّ الرِّياض عن هَذِهِ المُعادلة، فهي إِذ تشعر الآن بخطئِها الفضيع إِزاء ما ارتكبتهُ بحقِّ العراقِ الجديد منذُ التَّغيير وإِلى وقتٍ قريبٍ عندما ناصيتهُ العداء بسببِ سياساتِها التكفيريَّة الطَّائفيَّة ومواقفها السلبيَّة تجاههُ والتي ارتقت في فتراتٍ زمنيَّةٍ إِلى العدائيَّة التدميريَّة المُفرطة! تحاول الْيَوْم ترميم العلاقةِ معهُ من خلالِ تقديم صورةٍ جديدةٍ لها تقولُ أَنَّها تسعى لطيِّ صفحةِ الماضي.
   نترقَّب بحذرٍ ونُراقب عن كثبٍ لنصدِّق بتردُّدٍ!.
   س٢/ ماذا يجب على الرِّياض أَن تقدِّمهُ للعراق كتعويضٍ عن كلِّ ما جرى بسبب إِعلامهِم الطَّائفي وفتاواهم التكفيريَّة التي حرَّضت على الإِرهابِ بشَكلٍ مباشرٍ؟!.
   ج؛ لا أَحدَ يجهلُ أَن الرِّياض قادت حرباً شعواء ضدَّ العراق الجديد منذ التَّغيير عام ٢٠٠٣ وعلى مُختلفِ الأَصعدة، أَمنيّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً واعلاميّاً وديبلوماسيّاً! فهي التي قادت حرب الإِرهاب ضدَّ العراقيِّين بالفتاوى التكفيريَّة وأَموال البترودولار وبتغطيةٍ إِعلاميَّةٍ طائفيَّةٍ واسعةٍ جدّاً، حرَّضت أَكثر من [٥ آلاف] تكفيري غُسلت أَدمغتهُم من [السَّعوديَّة] فقط لـ [الهجرة] الى العراق وتنفيذ أَبشع الجرائِم بحقِّ الشَّعب!. 
   ولذلك فإذا أَرادت الرِّياض أَن تَقنعَ العراقيِّين بأَنها مصمِّمة هذه المرَّة على تغيير مواقفِها وأَنَّها تتمنى للعراقِ الخَير فيجب عليها أَن تعوِّضهم عن كلِّ الخسائر التي لحِقت بهِم، فتعوِّض أُسر الضَّحايا [مليُون دولار] عن كلِّ شهيدٍ وجريحٍ ومعوَّقٍ بسببِ الإِرهاب، كما يجب عليها أَن تدفعَ تعويضاتٍ عن الدَّمار الهائل الذي لحِق بالمُدن والبُنى التحتيَّة جرَّاء الارهاب.
   لماذا تعوِّض الرِّياض أُسر ضحايا الحادي عشر من أَيلول في الولايات المتَّحدة ولا تفعل الشَّيء نَفْسَهُ مع ضحايا إِرهابهُم في العراق؟!.
   فعلى الرَّغمِ من كلِّ الرَّشاوى التي دفعتها هنا في واشنطن لتجميدِ قانون [جاستا] ومن أَجلِ إِسقاط مئات الدَّعاوى القضائيَّة التي رفعتها أُسر الضَّحايا ضدَّ [آل سَعود] إِلّا أَنَّ القضاء الأَميركي أَسقط كلَّ محاولاتهِم عندما رفضَ قاضي التَّحقيق الاتِّحادي في نيويورك الأُسبوع الماضي قراراً رفض فيه إِسقاط أَيَّة دعوى مُقامة من قِبل أُسر الضَّحايا ضدَّ الرِّياض في المحاكِم الأَميركيَّة! علماً بأَنَّ التَّعويضات المُتوقَّعة تصل إِلى [٢ ترليون] دولار!.
   والتَّعويضات لا علاقةَ لها بنوعيَّة العلاقات بينَ البُلدان، فالرِّياض تدفع تعويضات إِلى واشنطن وهي الحامي الأَساس لها! والحليف التقليدي! والعراق يدفع تعويضات للكُويت وهُما بَلدان جاران تحسَّنت علاقتهُما بشَكلٍ جذريٍّ بعد سقُوط نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين! ولازالت أَلمانيا تدفع تعويضات لضحايا النَّازيَّة لعددٍ من الدُّول الأُوربيَّة!. 
   إِنَّ التَّعويضات هي أَبسط ما يمكنُ أَن تفعلهُ الرِّياض للتَّكفير عن سياساتِها الخاطِئة بحقِّ العراقيِّين.
   والتَّعويضات أَمرٌ مُتعارفٌ عَلَيْهِ في كلِّ دُول العالم، فعادةً ما يُبادر [أَو يُجبر] السَّبب على تعويض الضحيَّة كحقٍّ من حقوقهِ الطبيعيَّة، فلقد شهِدنا مثلاً كيف حكم القضاء البريطاني مؤخَّراً بالتَّعويض لصالح عراقييِّن تعرَّضوا للعُنفِ على يدِ جنودٍ بريطانيِّين خدمُوا في العراق!.
   إِنَّهُ قانونٌ شرعِيٌّ [الدِّيَّة] ودَوليٌّ!.
   ينبغي تشريع قانون تجريم [الرِّياض] ليتسنَّى للمحاكِم العراقيَّة إِستقبال شكاوى أُسر الضَّحايا!.
   ٣ نِيسان ٢٠١٨
                            لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/04/05



كتابة تعليق لموضوع : التَّعوِيضاتُ قَبْلَ أَيَّةِ عِلاقةٍ مَعَ [الرِّياضِ]! الجُزءُ الأَوَّل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net