• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لنتوكل على الله... ونعتمد على أنفسنا.. .
                          • الكاتب : عبد الهادي البابي .

لنتوكل على الله... ونعتمد على أنفسنا..

خلال الأيام المنصرمة صرح عدد من القادة الأمريكيين لوسائل الأعلام المختلفة وفي عدة مناسبات ، وتحدثوا بصراحة عن وجود  مخاطر جّراء إنسحاب القوات الأمريكية من العراق في هذا الوقت بالذات ، وألمحوا إلى وجود قلق كبير من هذا الإنسحاب وذلك لأن القوات العراقية غير جاهزة وغير مستعدة لمسك الملف الأمني في هذا الوقت  ،  وقال بعضهم : بأن التقدم الذي تحقق على أيدي الجنود الأمريكيين وأقرانهم من العراقيين وبكلفة مادية عالية وتضحيات بشرية كبيرة ومؤلمة بات هذا التقدم اليوم معرضاً للخطر ، وقد عبر أحد قادة الجيش الأمريكي في العراق عن هذه الحقيقة بقوله : بأن الجيش المحترف يحتاج إلى سنوات طويلة لكي يتطور على مستوى العقيدة وعلى مستوى المهنية العالية لتطوير عمله ، وقال بأن الأمريكيين  لديهم قلق من عدم حصولهم على الوقت الكافي لمساعدة القوات العراقية بأن تضطلع بالأمور بنفسها وبقدراتها الوطنية الخاصة بها !
وهناك سؤال طالما طُرح على الحكومة العراقية وهو: لماذا هذا التسرع بالمطالبة بالإنسحاب الأمريكي من العراق ، وأيضاً لماذا عدم إعطاء الحصانة للباقين منهم لأغراض التدريب والتوجيه مما سيخلق فراغاً أمنياً قد تستغله بعض الجهات التي لاتريد الأستقرار للعراق في المستقبل القريب ؟!
وفي الحقيقة أن مسألة إنسحاب القوات الأمريكية من العراق جاء تنفيذاً لأتفاقية تم التوقيع عليها من قبل الجانبين عام 2008، وقد أتفق الطرفان على أن تكون آخر فترة لبقاء جندي أمريكي في العراق هي في آخر عام 2011، وهذا ماتقوم الحكومة العراقية بتنفيذه هذه الأيام، وإن القوات العراقية منذ عام 2009 كانت هي المسؤولة عن إدارة الملف الأمني بنجاح ظاهر وذلك بحفظ الأمن الداخلي ومعالجة كافة الخروقات الأمنية التي تحدث هنا وهناك ، رغم أن البعض من المسؤولين لاينكرون وجود بعض النواقص في بنية هذه القوات وجاهزيتها التامة خصوصاً في مسألة الغطاء الجوي والدفاع الجوي  ومسك الحدود وغيرها ، وأمام هذا الحالة كانت الحكومة العراقية - حسب تصريح أحد المسؤولين عن الأتفاقية - أمام خيارين :
الأول : أما أن تستمر الحكومة العراقية في قبول وجود قوات أجنبية في بلادنا وبالتالي فأن هذا يشكل خرقاً للأتفاقية الأمنية الموقعة والملزمة للطرفين ، أو أن يتحملوا مسؤولية الدفاع عن بلدهم مع وجود بعض النواقص ويحققوا الأتفاقية بالكامل ..
والذي أختاره العراقيون بالأجماع في أجتماع الكتل السياسية الأخير وقّرروه في بيان معلن وقُرأ على الصحافة بإنهم أختاروا الطريق الثاني وهو أن يتحملوا هذه النواقص لفترة وجيزة ، وعليهم أن يحثوا الخطى سريعاً من أجل أستكمال وسّد تلك النواقص ، ويعملوا بكل طاقاتهم على بناء قواتهم الأمنية بالأعتماد على أنفسهم ..
إن الشعب العراقي غير قلق من مسألة الوضع الأمني بالشكل الذي يجعلهم (يتأسفون) على قرار الأنسحاب الأمريكي من بلادهم !! لأنهم على ثقة تامة بأن أمنهم بأيديهم ،وعليهم أن يعتمدوا على الله وعلى أنفسهم ،  وأن أستقرارهم يبدأ من الأستقرار السياسي العام ، وأن تتغير سياسة التهميش والأقصاء وأن يُشرك الجميع في عملية صناعة القرار السياسي الوطني ، ويجب أن يكون هذا  الأصلاح السياسي مبني على العدالة والمساواة الذي هو بالنتيجة أساس الأمن العام الذي تنعم به جميع الشعوب والأمم..    



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12137
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3