• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : التراكيب الخطية الكوفية - الجمالية والتعبير "حسين عبد الله الشمري انموذجا " .
                          • الكاتب : د . حازم السعيدي .

التراكيب الخطية الكوفية - الجمالية والتعبير "حسين عبد الله الشمري انموذجا "

السيرة الذاتية :حسين عبد الله الشمري خطاط وتشكيلي عضو جمعية الخطاطين العراقيين وعضو المركز الابداعي المصري العراقي فرع كربلاء عضو المركز الدولي للخط العربي لمصر العربية .

عرفت الساحة الخطية بالتجديد والتجويد والتوالد وتبيان اهميتها في تدوين وتسجيل وترجمة التاريخ الفني الخطي , اذ دونت العلوم والفنون في العالم القديم باختراع الكتابة كحدث وابتكار زلزالي هز الارض برمتها  ولا زال يهز العالم الجديد في اغلب مجالاته الاجتماعية والسياسية والدينية , لما له من أثر مادي ومعنوي اسلامي قبل ان يكون اعجمي , فالخط هو الطريقة التي تهيأ وتنظم التفكير والتدبر , وافردها " معجم المنجد " من اشتقاقات سبقت بمعنى المخط عود يخط به الحائك الثوب , والخطاط كثير الخط , وخطط اي سطر والخطوط هي الحدود , فضلا عن انها تعني المراءاة الساحرة ,كما ستخدمت الخطوط العربية بانواعها على خامات مختلفة كان لها الاثر الجمالي والسيكولوجي بنقل السور القرآنية والاحاديث والاداب من شعر ورواية من بطون الكتب الى السطوح الفنية , ومنم خلال ماتوصل اليه "الخطاط حسين " في مجموعاته في الخط الكوفي الهندسي المربع وانموذجه "لا تقنطوا من رحمة الله " جاءت بمحتوى الشكل البيضوي العمودي مستهلا اياه بارضية سوداء اللون كتبت عليها مقطعية "لاتقنطوا من رحمة " بالمربع الكوفي وبلون نحاسي استخدم فيه الوان الاكرلك وتم تنفيذه بشكل افقي من اقصى وسط الشكل البيضوي الى اقصى يساره في حين استخدم "لفظ الجلالة الله" باشغال ثلاثة ارباع الشكل البيضوي من اعلاه الى اسفله بكتابة نصف موجية وبخط كوفي ملئت مساحات حروفه بزخرفة نباتية لونت بلون نحاسي على ارضية سماوية فاتحة , اما بقية الشكل البيضوي عبئت مساحته بزخرفة نباتية مابين اللونين السابقين .لذا ان اسلوبية التعامل مع خطين او نوعين من الكوفي في الانموذج هو منحى تعبيري شخصي تم بفعل ارجاء او تقليص او اطلاق نوع معين منه هدف الى معالجة التكوين الانشائي المحاكاتي للخطاب الجمالي .

ان ما يظهره فن الخط العربي اليدوي باستخدام تقنيات الفرشاة بتعبئة الماحات واستخدام القياس وادواته هو سمة الحفاظ على الموروث الفني الاصيل وبالتجاور بل بالتوازي مع ما تقدمه الثورة التكنولوجية الحاسوبية الصماء اذ رافقت تلك الثورة ورود الانفجار المعرفي ذو التأثير السريع في تغيرات وتطورات الخط العربي ولم يعد الخطاط خطاطا بعد ان اشبعته المعرفة العلمية بتفوق الالة , الا ان اهمية النظام اليدوي القادر على مواجهة التكنولوجيا كان كفيلا بالتحدي وفي ضوء المقارنة يبقى النظام اليدوي مهاريا قادرا على القيام بدوره الفاعل في عملية التعلم "وكتبنا في الالواح من كل شىء موعظة وتفصيلا " "الخط الحسن يزيد الحق وضوحا " علموا اولادكم الكتابة والرماية " عليه ان اكتساب المتعلم لمهارات يدوية وعلمية وتكنولوجية تجعله قادرا على تخطي البدايات بفعل اكتساب الخبرة وبالتالي البحث عن المعلومات والوصول اليها بنفسه عبر طريقة تستحثه ليس بفعل الاستيعاب الكامل للمضمون فحسب بل وتجعله قادرا على توظيفها والحصول على مايريد واين مايريد.

لذا ان مايهتم به الخطاط (الشمري ) هو اعادة النظر في الاصول واصل الخط العربي خطوطه الكوفية  وكذلك في الاهداف والاساليب من اجل تمكين  الجيل الجديد من اعداد ذاته فردا ممنهجا ومزدانا بعناصر التنوير العلمي التي ذهب اليها الاوائل والرواد ويكون قادرا على المشاركة بصورة فاعلة في التجويد الخطي , على الرغم من ان الخط الكوفي يعد يابسا  ومن الخطوط الجافة الا انه يبقى قياسيا ولابأس ان يتعلمه البعض ويبدع فيه , من هنا ان آلية حوسبة الخط وادخاله لمنظومة المعرفة الالكترونية ثياسيا يهدف الى توفير بيئة تعليمية غنية متعددة المصادر غايتها رفع المستوى التعليمي للهواة والموهوبين وتحسين مخرجاتهم ,في ضوء ما توصلنا اليه نجد ان الخطاط يوصي بتضمين الانشطة المهارية منهجا لمهارات الاحتراف ,وكذلك اعداد برامج تدريبية تأهيلية لمهارة الخط العربي فضلا عن تنويع تلك المهارات بغية الاستمرار للارث المخطوط حيث ان اغلب التصاميم ليست الخطوط اللينة والكوفية تنتمي لبناء البعد الرابع وهو الزمان فكل مايتم انشاؤه هو استمرار للبنية الخطية لذا نقترح تواصل المشرق والمغرب العربي لكونهما مركز الانبثاق لتعريف الاخر على ثقافة العرب بوصفها مرحلة غرست المفاهيم والمعارف والقيم المتعلقة بالقرآن الكريم وان ترسيخها الحالي ما هو الا تنشئة في بناء الجسد الخطي للحلية والتذهيب والمشق .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=124132
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 08 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29