التاريخ لاحتلال الاراضي الفلسطينية لم يكن منصفاً يوماً ، وآلة الاعلام ظالمة بحق الشعب الفلسطيني وثورته ومعاناته ، حتى أن شهداء فلسطين ما زالت ارواحهم تطلق العتاب على الامة العربية النائمة .
المعارك الغير متكافئة نتائجها حتمية في زمن الترسانات الحديثة ، حيث لا يوجد لشجاعة الرجال وقوة عضلاتهم وبأسهم دوراً كما كان ايام القتال بالسيف والرمح ، الفارق بين السلاح الاسرائيلي والفلسطيني كبير و واضح ولايمكن المقارنة بينه ابدا .
الحجارة التي من سجيل بيد احرار مؤمنين بقضاء الله وقدره ، وايمانهم المطلق بعدالة قضيتهم ، فهم يعلمون ان التصريح الالهي عمن يموت من اجل ارضه وعرضه ثابت وبيقين ان له الشهادة وفي الجنان مقعده ، جعلتهم ابطال بكل ماتحمل الكلمة من معنى .
تكتفي النشرات الاخبارية للدول العربية قاطبة في عرض الخسائر للشعب الفلسطيني ، في نشرة اخبار المساء يومياً ، وغالباً ما ينسون حتى من قول كلمة شهيد على من يسقط بنيران المحتل ، فكلمة ( قتيل ) خفيفة على السنتهم وتجنبهم المسائلة والتقريع من اسيادهم .
بيعت القدس امام أنظار الامة العربية ولم يحرك حاكم عربي ساكن بفعل او بقول ، وكأن الامر لايعنينا نحن العرب والمسلمين .
غزة هذا المدينة المجاهدة التي اسموها قطاع ، تمارس عليها يومياً انواع الفعاليات العسكرية ، وبقوة لم يسبق ان اطلقها العدو الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ، ويبدوا ان صمود ابناء غزة افقد العدو الرشد وجعلهم يغيرون خططهم طويلة الامد لسحق فلسطين ويريدون انهاء الأمر بالسرعة الممكنة .
خير دليل وشاهد على اعلان النصر الفلسطيني على اسرائيل هو استقالة وزير الامن الاسرائيلي ( ليبرمان ) وهو اعتراف كامل بالنصر الفلسطيني ، اهل غزة الان والفلسطينين وكل الشرفاء في العالم ، يحتفلون اليوم بهذا النصر ، بل بهذان النصران ، النصر العسكري في الصمود والقتال وايقاع الخسائر الفادحة بالكيان الاسرائيلي ، وبالنصر السياسي الذي هد اركان الحكومة الاسرائيلية وجعلها عاجزة حتى عن التبريرات .
فماذا عنكم انتم يا حكام العرب ؟ هل ستحتفلون ؟ هل يمكنكم شجب النصر الفلسطيني وكيف انهم لقنوا اسرائيل درساً بليغاً بالعزة والكرامة والشرف .
اسرائيل عاجزة الان عن وضع الشروط ، واعلانها الموافقة على التهدئة نصر للفلسطينين ، الا يمكنكم كعرب الان استغلال هذا النصر وفرض ارادتكم عليهم ؟ ام ان الجبن يمنعكم .
هنيئاً لكِ ايتها الارواح الزاكيات التي ترفرف فوق سماء فلسطين ، قري عيناً النصر فلسطيني بحت ، وحكام العرب ما زالوا في رقادهم ، هناك فصائل مقاومة شريفة تساند مقاومتكم وتدعمكم وقد اثبتت انها بحق تستحق الاعجاب .
الصفعة مدوية على جباه حكام العرب وستترك اثراً مخلداً في سجل التاريخ ، يعلن للعالم ان ارادة الشعوب اقوى من جبروت الحكام ، وان الله بالغ امره ولن يخذل الاحرار يوماً .
|