(حسنة قليلة تدفع بلاوي كثيرة) هكذا يقال في الاستجداء عند الضعفاء من الفقراء.....اما الاغنياء وذوو النفوذ فانهم يختلفون بدرجة التسويق للمباديء والشعارات التي تكون شكلا مهما للدخول في عالم المصالح والماديات!!
وقد سوقت الثورة الفرنسية في بداية أمرها مباديء الثورة المعروفة وهي الحرية ,الاخاء,المساواة, ثم انقلبت عليها!! وذلك ديدن الثورات في بداياتها الاولى.
لذلك يحتاج (المتسلط الظالم) الى تشريع لتسويق الثقافة المستبدة والتي تكون عادة سمجة مملة تؤدي حتى بأصحابها الى الملل او الانتحار الفكري والموت المعنوي والمادي معا!!
ويلحق بذلك التشريعات الاخلاقية المباشرة او التي ماتت في العصر الحديث لتكون نوعا من التسويق الجاهز للطفل المتمرد بحسب طبيعته حتى اذا اصبحت عادة تكون قد خدرت فيه روح التساؤل الخلاق حول الظلم الطبقي واسرار القوانين الطبيعية فيركن الى الجمود والاستهلاك والتحول الى شخصية سلبية تتلقى جاهزية المعلومة دون التوثب الخلاق في الابداع!!.
ويلعب النظام السياسي دورا كبيرا في إلقاء ظله على المؤسسات والافراد في التعامل والسلوك فاذا كان النظام مستبدا فانه سيسوق كل مفردات التفرد بالهيمنة والدكتاتورية كالبطل الاوحد والطريق الاسلم والفكر الاحادي الشمولي نابذا أي فكر متحرر آخر.
ومن الطريف ان نذكر قصة التاجر الذي حار في بضاعته وكانت قماشا اسود فسأله شاعر عن مشكلته فشرح له الامر,فما كان من الشاعر الا ان نظم القصيدة الشهيرة التي مطلعها:
قل للمليحة في الخمار الاسود
ماذا فعلت براهب متعبد؟
الى آخر القصيدة ....وما ان سمعت الملاح بذلك حتى اشترت البضاعة كلها.......انه التسويق الثقافي الذي يحرص عليه الانسان!! فالبدين يسوّق للبدانة والنحيف للنحافة والبيضاء للبياض!! والسمراء للون الاسمر!!ولله في خلقه شؤون !!!