في هذه الدراسة هي بحث عن رجالات السند ، وذكر أحوالهم وما قيل في حقهم من علماء الجرح والتعديل، وليس مختصا بذكر الآثار والبركات التي يحصل عليها القارئ والزائر لزيارة عاشوراء ، وهي كثيرة جدا وقد أشتهرت تلك الحادثة في سامراء التي نقلها الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي وتوجيه السيد محمد الفشاركي في ضرورة المداومة على زيارة عاشوراء لجهة رفع البلاء والنجاة من هذا المرض الخطير الذي فتك باهالي سامراء.
زيارة عاشوراء مصادرها الرئيسية هو مصباح المتهجد للشيخ محمد بن الحسن شيخ الطائفة المعروف بالطوسي، وكامل الزيارات للشيخ جعفر بن قولويه القمي ، ويوجد هنا طريقان.
الطريق الاول : طريق موصل الى الشيخ الطوسي ، وقبل ذكر هذا الطريق لا بد من ذكر رجالات سند زيارة عاشوراء الذين اوصلوا لنا هذه الزيارة بكل امانة وصدق وهم :
1ـ الشيخ الميرزا ابي الفضل الطهراني ١٣١٦هجري.
2ـ الشيخ محمد حسين الكاظمي ١٣٠٥هجري.
3ـ مرتضى بن محمد أمين الجابري الانصاري.
4ـ الحاج ملا احمد النراقي
5ـ السيد مهدي الطباطبائي.
6ـ الشيخ محمد باقر البهبهاني.
7ـ الشيخ محمد اكمل الاصفهاني( والد الشيخ البهبهاني السابق).
8ـ المحدث المجلسي الابن ( محمد باقر المجلسي).
9ـ المحدث المجلسي الاب ( محمد تقي المجلسي).
10ـ بهاء الملة والدين محمد ( الشيخ البهائي ).
11ـ حسين بن عبد الصمد العاملي ( والد الشيخ البهائي ).
12ـ زين الدين بن علي العاملي ( الشهيد الثاني )
13ـ احمد بن محمد بن خاتون العاملي
14ـ علي بن عبد العالي الكركي( المحقق الثاني ).
15ـ علي بن هلال الجزائري.
16ـ الملا احمد بن فهد الحلي.
17ـ زين الدين علي بن الخازن.
18ـ شمس الدين محمد بن مكي .
19ـ فخر الدين أبي طالب محمد .
20ـ حسن بن يوسف الحلي( والد فخر الدين ).
21ـ جعفر بن سعيد الحلي ( المحقق الاول ).
22ـ فخار بن معد الموسوي.
23ـ شاذان بن جبرائيل القمي .
24ـ عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري .
25ـ ابي علي الحسن بن محمد ( المفيد الثاني )ابن شيخ الطوسي الاب.
26ـ ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسي.
هذا هو الطريق الاول الى الشيخ الطوسي فكل هؤلاء الاعلام هم أعمدة الطائفة الشيعية ومن كبار محدثي الامامية ، فقد جمعوا بين الفقه والزهادة، واشتات الفضائل العلمية والعملية فكانوا اكمل الفقهاء والمتبحرين في علوم الشريعة والدين ، وأعمدة الحكماء المتألهين ، ومراجع علماء الاسلام، وعظمة قدرهم وشأنهم مشهورة في الامصار.
وبطريق الشيخ الطوسي الى محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال من زار الحسين بن علي في يوم عاشوراء من المحرم .... وروى الشيخ الطوسي عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة قال خرجت مع صفوان الجمال بن مهران وجماعة من اصحابنا الى الغري...وذكر تمام دعاء علقمة بن محمد الحضرمي.
قال ابو عبد الله الصادق عليه السلام... يا صفوان وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي، وأبي عن علي بن الحسين عليه السلام مضمونا " بهذا الضمان عن الحسين، والحسين عن أخيه الحسن مضمونا بهذا الضمان، والحسن عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام مضمونا بهذا الضمان وأمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وآله مضمونا " بهذا الضمان، ورسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عليه السلام مضمونا " بهذا الضمان وجبرئيل عن الله عز وجل مضمونا بهذا الضمان.
وقد آلى الله نفسه عز وجل أن من زار الحسين عليه السلام بهذه الزيارة من قرب أو بعد ودعا بهذا الدعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغا " ما بلغت، و أعطيته سؤله ثم لا ينقلب عني خائبا "، وأقبله مسرورا " قريرا " عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنة والعتق من النار وشفعته في كل من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت آلى الله تعالى بذلك على نفسه وأشهدنا بما شهدت به ملائكة ملكوته على ذلك.
ثم قال جبرئيل: يا رسول الله إن الله أرسلني إليك سرورا " وبشرى لك، و سرورا " وبشرى لعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وإلى الأئمة من ولدك إلى يوم القيامة، فدام يا محمد سرورك علي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة وشيعتكم إلى يوم البعث.
ثم قال لي صفوان: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا صفوان إذا حدث لك حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث كنت وادع بهذا الدعاء وسل ربك حاجتك تأتك من الله والله غير مخلف وعده رسوله صلى الله عليه وآله بمنه والحمد لله (1).
هنا يمكن ان يقال قد انتهى الطريق الاول الذي رواه الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد.
الطريق الثاني : هذا الطريق يمر في رواية كامل الزيارات فهي عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المعروف بالشيخ المفيد، عن الشيخ المحدث جعفر بن محمد بن قولويه القمي، عن حكيم بن داود وغيره، عن محمد بن عميرة وصالح بن عقبة معا ، عن عقبة بن محمد الحضرمي، ومحمد بن اسماعيل عن صالح بن عقبة عن مالك الجهني عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، وجاء اختلاف تكرار الاسماء لجهة اختلاف النسخ المخطوطة.
لا شك أن الشيخ الطوسي ينتهي طريقه بمحمد بن اسماعيل وهو طريق صحيح ، وقد صرح به العلامة الحلي ، باعتبار أن الشيخ الطوسي يروي عن شيخه المفيد وهو عن الشيخ الصدوق وهو عن أبيه وهو احمد بن محمد بن عيسى، وهو عن محمد بن اسماعيل ، وهذه الطبقة المباركة جميعا من مشايخ الامامية العظام بحيث يمكن الوثوق والقطع برواية كل واحد منهم .
ومن المعلوم أن محمد بن اسماعيل نفسه هو من أجلة ثقات الامامية و هناك إجماع على عظم جلالة قدره وعظم شأنه.
عن صالح وهو مروي عنه ايضا وهو ابن عقبة ابن قيس بن سمعان ذكره النجاشي في رجاله وانه روى عن أبي عبد الله عليه السلام(٢).
كما أنه لم يرد فيه ذم وكان اماميا باعتبار ؛ لأن كتابه هذا مخصص لاحصاء مؤلفي الشيعية ، وهو سالم من العيوب والقدح، وذكره الشيخ الطوسي في الفهرست كون صاحب كتاب ، وظاهر الصدوق الاعتماد على كتابه لذلك عمل المشايخ الثلاثة : الصدوق والمفيد والطوسي وهم مدار الفقه الجعفري باخباره.
كان ابوه ( عقبة بن قيس )من أصحاب الصادق عليه السلام ، وقد وثق الشيخ المفيد وابن شهر آشوب في معالم العلماء جميع أصحاب الامام الصادق عليه السلام، واذا ثبتت رواية صالح عن الامام الصادق عليه السلام فهي دليل وثاقته ايضا، وبالتالي ان الخبر هنا يتأرجح بين الحسن والصحة طبقا لمذهب المتاخرين ، خلافا لطريقة السابقين الذين يصححون ماهو قطعي الصدور من الاخبار .
اما سيف بن عميرة فقد صرح الشيخ الطوسي في الفهرست والنجاشي والعلامة في الخلاصة بوثاقةسيف بن عميرة وقال النجاشي في حقه ( له كتاب يرويه جماعات من اصحابنا ) وهذا مدح عظيم ولم يقدح به احد سوى الآبي في محكي( كشف الرموز ) ولذا قال الشهيد : وربما ضعف بعضهم سيفا والصحيح انه ثقة. ومهما كان فإن كلام ابن شهر آشوب واتهامه بالوقف مخالف لصريح الفهرست والنجاشي.
اما علقمة بن محمد فهو من أصحاب الباقر عليه السلام وقد أسند عنه ، وهذه تفيد المدح في مذهب الكثيرين وان كانت محل تامل .
وفي طريق آخر للشيخ الطوسي في ذيل الحديث حيث رواه عن محمد بن خالد الطيالسي وهو امامي ممدوح وروى عنه علي بن الحسن بن فضال ومحمد بن علي بن محبوب وجماعة من اجلاء القدوم وهو دليل على غاية الاعتماد والاستناد.
وكذلك جلالة قدر صفوان الجمال لا تكاد تخفى على احد .
النتيجة : ان هذه الرواية متنا وذيلا في هذا المكان من المصباح نقلت بثلاث طرق ويمكن الوثوق والقطع بصدوره عنهم عليهم السلام .
اما رواية كامل الزيارات فقد اشتملت على طريقين او سندين
١- حكيم بن داود عن محمد بن موسى عن محمد بن خالد الطيالسي .
صحيح أن حكيم بن داود مجهول الحال ومحمد بن موسى ضعيف ، فيكون هذا الطريق ضعيف فقط.
٢- اما حال مالك الجهني فهو معلوم من أصحاب الإمامين الباقر الصادق عليهما السلام وقد مدح الامام الباقر في أبيات اخرجها صاحب الإرشاد .
وفي الختام من احب مراجعة أقوال علماء الجرح والتعديل في رواة زيارة عاشوراء فعليه مراجعة الكتب المذكورة في هامش البحث(٣).
--------------
)١)- الطوسي، محمد بن الحسن ، مصباح المتهجد ،( ٤٦٠هجري)، ط١، مؤسسة فقه الشيعة، طهران، ص٧٨١.
(٢)- النجاشي، ١: ٢٠٠رقم ٥٣٢.
)٣)- رجال الطوسي والفهرست، قاموس الرجال ، معجم رجال الحديث، وتحقيقات رجالية مهمة في كتاب ( شفاء الصدور في شرح زيارة العاشور ) الميرزا ابي الفضل الطهراني، تحقيق محمد شعاع فاخر ، ج١، ص٣٣-ص١٢٢، وشرح زيارة عاشوراء للعلامة المحقق عبد الرسول النوري الفيروزكوهي المشهور بالفاضل المازندراني.
|