منذفجر التأريخ البشري مثل الصراع أحد اوجة الحياة ومثلت المصالح الدافع الرئيس للصراع بشتى صورة ولعل المصالح الاقتصادية كانت الدافع الرئيس وراء العديد من صور الصراع ولعل الفكر البشري قد اسعفنا على مدى العصور بأشارات واضحة وصريحة حول هذا الموضوع ومن اهم ماذكر في هذا الشأن ماذكرة الفكر الماركسي من ان ( قوى الانتاج هي التي تحدد علاقات الانتاج)فالبنية الاقتصادية عند ماركس تحدد اساس التغير الاجتماعي والاشكال الايديولوجية .والتفسير التاريخي الماركسي يتحدد من منظور المراحل الاقتصادية فمرحلة المشاعية البدائية تليها مرحلة العبودية فمرحلة الاقطاع فمرحلة الرأسمالية ثم الاشتراكية فالشيوعية .لعل التفسير الاقتصادي او الصراع على موارد الدولة كان من الامور الواضحة في التاريخ الاسلامي .فلقد سن علي بن ابي طالب (ع)مذهب الحاكم الزاهد الذي قام بتطبيق مبداء التقشف وساوى بالعطاء بين الرعية ولم يسكن في قصر ولم يتمظهر بمظاهر الثراء مما ادى بة الى الصدام مع ارستقراطية الدولة الاسلامية التي اغتنت بفعل حروب الفتح وموارد الدولة وامتيازاتها لعل هذا المنهج كان واضح جدآ لدى الشخصيات المتحالفة مع مثل ابي ذر الغفاري العظيم الذي قال عجبت لمن لايجد قوت يومة كيف لايخرج للناس شاهرآ سيفة .نفس المنهج اتخذة سلمان المحمدي عندما عين واليآ على المدائن حيث لم يسكن قصركسرى بل تركة ليكون مرعى للرعاة من اهل المدائن ونزل حافي القدمين
مواساة للفقراء من الرعية . وفي هذا الصدد لابد من الاشارة الى الدراسات الحديثة للتاريخ ومنها دراسة للكاتب هادي العلوي بعنوان الاغتيال السياسي في الاسلام يشير فيها الى مقولة عمر بن الخطاب انة لو امتد بة العمر لأخذ من فضول مال الاغنياء واعطاها للفقراء فالعلوي يشير الى تعاظم هذة المشكلة مع قريش في عهد عمر فبعد ان كان عمر يميز بالعطاء على اساس السبق بالأسلام فأن هذة العملية ولدت نتائج عكسية تمثلت بنشوء طبقة ارستقراطية اثرت بأسم الدين ومن عوائد الدولة المالية مما دفع بعمر الى منعهم من مغادرة المدينة لابل ان بعض الدراسات ومنها دراسة العلوي تشير الى ان عملية قتل عمر كانت وراءها يد خفية تحركها وهي يد ارستقراطية قريش والمغتنين من الأسلام .بعد ان انشق عمر عليهم .وان عملية تميزهم بالعطاء جعلهم من الذين يكنزون الذهب والفضة وهي محرمة شرعآ (وَاَلَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ)...
ان موضوع التمايز الاقتصادي ودور الدولة في خلق هذا التمايز كان سبب رئيس ومهم واحد الاسباب المهمة في التاريخ الاسلامي لقيام الثورات سواء في العصر الاموي او العصر العباسي .ان الصراع على قيادة الدولة ودور الدولة الاقتصادي والاجتماعي وانعكاس فعلها على المجتمع وردود الفعل التي تتكون بسبب هذة العملية ليست قاصرة على المجتمع الاوربي او التاريخ الاوربي بل هي متلازمة ومتواجدة في العالم كافة وخلال مختلف العصور .بأعتقادي المتواضع فأن التاريخ الاسلامي يتسع وتتسع احداثة لكتابة رواية على غرار رواية جاك لندن العقب الحديدية او القدم الحديدية وهي رواية تصور فهي رواية هادفة تصور نضال المظطهدين ونضال العمال في امريكا واذا كان اسم القدم الحديدية يرمز فية الرائع جاك لندن الى قوة الاحتكارات وقدرتها على سحق البشرية فهي الرواية الوثيقة التي ادانت الفاشية ومظالم رأس المال وقد ابدع خيال الرائع جاك لندن بتصورة ان الرواية عثر عليها في تلاعب بعنصر الزمان حيث تصور انة عثر عليها بوصفها مخطوطة تعود لعصور الظلام .فكم يتسع التاريخ والواقع لروايات على غرار رواية العقب الحديدية .اخير يلاحظ ان دور الدولة اما انة يتمظهر بمظهر الدولة المولدة لرأس المال والدولة التي تخلق الطبقات العليا حيث أن كل حاكم او قوة سياسية تخلق حولها طبقة من المنتفعين من عوائد الدولة هم طبقة الاعوان والحواشي والحزب والفئة وهذا يبعد الدولة عن وظيفتها الاساس التمثيلية لكل فئات المجتمع ويحولها الى اداة بيد فئة معينة على حساب الفئات الاخرى وشكرآ |