من المهام الصعبة والشاقة التي تواجه الأبوين هي تربية الأطفال أو المحافظة عليهم .. والطرق لذلك كثيرة ، بعضها يأخذ اسلوب الترغيب وآخر أسلوب الردع والترهيب .. وما شاكلها ، ومن الطرق الرادعة التي استعملها أسلافنا هو اختلاق أو توظيف بعض الحكايا والأساطير والشخصيات الوهمية وغير الواقعية وزرعها في مخيّلة الأطفال لتكون رادعاً ذاتياً عندهم ، وهي فعّالة وناتجة عن فطنتهم العالية وأعطت ثمارها في وقتها في تربية الأطفال والحدّ من بعض حركاتهم المؤذية والمشاكسة .. وواضح أننا بدأنا نفقدها تدريجيا .. ومنها مثلاً :
** سعلوة الشط او عبد الشط : هذه تعتبر رادعاً كبيراً للأولاد يمنعهم من السباحة في الانهر بمفردهم او في اوقات الليل وما شاكل ذلك .
** الطنطل : وهذا الكائن الخرافي الآخر الذي أخافنا كثيرا وجعلنا نحذر من قطع الطريق بمفردنا أو التأخر عن البيت بعد غروب الشمس . واذا قطعنا مسافة علينا حمل ( احديدة عن الطنطل ) حتى اصبح الاخير مثلا يضرب لكل من لا فائدة منه مما يدل على خرافية القصة .
** المايغسل حلگه بعد الأكل إذا نام تجيه الحيّة على الريحة وتلدغه من حلگه .. ودلالتها واضحة لحث وتعليم الطفل على غسل فمه ويديه بعد تناول الطعام ..
** الرمانة بها حباية الجنة : للحثّ على تناول كل الرمانة وعدم ترك حباتها على الأرض .
هذه وغيرها الكثير ( حيث تختلف بأختلاف المناطق ) كانت وسائلاً مهمة في السيطرة على بعض حركات الاطفال أو حتى الشباب وتحدّ من تمرّدهم على الأهل ..
نعم قد تولّد فوبيا ( رهاب ) عند الطفل من كل شيء بحيث تصل الى مرحلة الخوف الشديد من كل شيء وهذا بنفسه خطأ ينتج عن الاستخدام المفرط وفي غير محّله لهكذا أساليب .
بل هنالك بعض المقولات نافعة للكبير قبل الصغير من أمثال ( الحايط له اذان ) التي طالما كانت حكمة مستحكمة في تفادي خطر الطواغيت والجواسيس .. أو أن ( المعلّم عنده أربع عيون اثنان منها بالخلف ) وذلك للسيطرة اكثر على حركات التلاميذ وخاصة عندما يكتب المعلم على السبورة ..
لا اعرف في وقتا هذا ، هل نحن بحاجة الى أساطير الكترونية .. فلعله لم تعد تلك الأمور نافعة مع أجيالنا المعاصرة ..
|