صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

من أساليب التربية ؛ الأساطير الشعبية
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من المهام الصعبة والشاقة التي تواجه الأبوين هي تربية الأطفال أو المحافظة عليهم .. والطرق لذلك كثيرة ، بعضها يأخذ اسلوب الترغيب وآخر أسلوب الردع والترهيب .. وما شاكلها ، ومن الطرق الرادعة التي استعملها أسلافنا هو اختلاق أو توظيف بعض الحكايا والأساطير والشخصيات الوهمية وغير الواقعية وزرعها في مخيّلة الأطفال لتكون رادعاً ذاتياً عندهم ، وهي فعّالة وناتجة عن فطنتهم العالية وأعطت ثمارها في وقتها في تربية الأطفال والحدّ من بعض حركاتهم المؤذية والمشاكسة .. وواضح أننا بدأنا نفقدها تدريجيا .. ومنها مثلاً :

** سعلوة الشط او عبد الشط : هذه تعتبر رادعاً كبيراً للأولاد يمنعهم من السباحة في الانهر بمفردهم او في اوقات الليل وما شاكل ذلك .

** الطنطل : وهذا الكائن الخرافي الآخر الذي أخافنا كثيرا وجعلنا نحذر من قطع الطريق بمفردنا أو التأخر عن البيت بعد غروب الشمس . واذا قطعنا مسافة علينا حمل ( احديدة عن الطنطل ) حتى اصبح الاخير مثلا يضرب لكل من لا فائدة منه مما يدل على خرافية القصة .

** المايغسل حلگه بعد الأكل إذا نام تجيه الحيّة على الريحة وتلدغه من حلگه .. ودلالتها واضحة لحث وتعليم الطفل على غسل فمه ويديه بعد تناول الطعام ..

** الرمانة بها حباية الجنة : للحثّ على تناول كل الرمانة وعدم ترك حباتها على الأرض .
هذه وغيرها الكثير ( حيث تختلف بأختلاف المناطق ) كانت وسائلاً مهمة في السيطرة على بعض حركات الاطفال أو حتى الشباب وتحدّ من تمرّدهم على الأهل ..
نعم قد تولّد فوبيا ( رهاب ) عند الطفل من كل شيء بحيث تصل الى مرحلة الخوف الشديد من كل شيء وهذا بنفسه خطأ ينتج عن الاستخدام المفرط وفي غير محّله لهكذا أساليب .
بل هنالك بعض المقولات نافعة للكبير قبل الصغير من أمثال ( الحايط له اذان ) التي طالما كانت حكمة مستحكمة في تفادي خطر الطواغيت والجواسيس .. أو أن ( المعلّم عنده أربع عيون اثنان منها بالخلف ) وذلك للسيطرة اكثر على حركات التلاميذ وخاصة عندما يكتب المعلم على السبورة ..

لا اعرف في وقتا هذا ، هل نحن بحاجة الى أساطير الكترونية .. فلعله لم تعد تلك الأمور نافعة مع أجيالنا المعاصرة ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/22



كتابة تعليق لموضوع : من أساليب التربية ؛ الأساطير الشعبية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net