كم منا ينتظر شهر رمضان ‘
ويحتفي به قياماً وقعوداً ايماناً واحتساباً ‘
ولكل منا طريقة وطريق الى الله ‘
الله الذي يشكل حقيقة الايمان الداخلي ونور الوجود‘
هل نحتاج الى طقوس معينة تقربنا اليه في وقت ما وفي مكانٍ ما؟
ترتبط الذاكرة الجماعية لنا بروح الصلة والصلوات ‘
بين الاهل والجيران والاصدقاء والاطفال ‘
حيث تشكل اوقات الفطور وموائد الافطار والاطباق العامرة ‘
وصوت مؤذن الحي يتحشرج بالدعاء والخشوع والتأمل.
الانتظار يشكل صلة الفصل بين وقت الافطار والصبر على العطش والجوع .
حيث وقت تبادل الاطعمة بين الجيران .
وياتي وقت ملء البطون ‘
ومن كثرة ما يؤكل تكاد لا تستطيع ان تجتر لها نفساً.
الكل يتسابق من اجل وضع اكبر كمية ممكنة ‘
من الطعام والحلويات والماء والعصير ‘
والمكسرات في جوفه ‘
ويستمر مسلسل الاكل الى وقت السحور ‘
وهو الوقت الذي تتجلى فيه الارواح بالدعاء ‘
والتضرع وصلوات الليل سحوراً وتهدجاً.
الحرص على عمل الخير والامتناع عن الحقد ‘
والغضب والشر والضغينة والنميمة ‘
طيلة فترة النهار .
شهر رمضان الذي يشكل وحدة السلام والنور ‘
من خلال الابتهالات والادعية والعبادة
والحب من اجل ان نعرف انفسنا ‘
ونعرف اكثر كيف نتأمل في ذات الله ‘
ونتفكر ونفكر بعمق الصلة التي تجمع ‘
بيننا وبين الاخر .
قد تتخذ بعض الطقوس شكلاً من اشكال ‘
(الموضة ) او المجاملات او الاستعراضات ‘
او الدعوات على حساب القيمة العظيمة لشهر رمضان
لذلك لابد من تعديل الصورة المتداعية لبعض الطقوس ‘
والممارسات الاجتماعية من اجل صناعة التغيير ‘
وترتيق الصورة الممزقة التي تحاول بعض وسائل الاعلام ‘
من تسويقها وهي تنقل لنا صوراً عن المقاهي الرمضانية ‘
وعن بعض السهرات التلفزيونية الراقصة.
يأتي شهر رمضان لكي ينبهنا ويذكرنا عن اي غفلة قد نمر بها ‘
ويحفزنا على ممارسة دورنا الانساني الحقيقي في هذه الحياة ‘
من خلال التزام الفضائل والاحسان والخير والمبادرات الانسانية ‘
وهذه واحدة من رسائل التبليغ ‘
ومسؤولية كل انسان نبيل وواع ومخلص ‘
بأتجاه حركة النهوض والبناء والاصلاح في المجتمع.
|